مشروعات "العصف الذهني"

 

مسعود الحمداني

samawat2004@live.com

 

(1)

أن تتحدث عن الوطن، فأنت تتحدث عن نفسك، وعن أبنائك، وعن الأجيال التي تعيش معها، وعن الأجيال التي ستأتي من بعدك..باختصار أنت تتحدث عن وطنك الذي تحلم أن يكون.

(2)

ليس الوطن مجرد بقعة أرض جغرافية، يعيش عليها مجموعة من الناس، الوطن هو الانتماء الخالص لترابٍ ممزوج بعرق أجدادك، وبرائحة آبائك، وبحياة أولادك.. إنه البقعة التي تنتمي إليها، وتنتمي إليك، وتنمو في أعماق روحك.

(3)

البعض يحاول أن "يعملق" إنجازات المسؤولين، وينفخ فيها من روح المديح، وهو لا يدري أن كل إنجاز ليس سوى حق من حقوق الوطن والمواطن، لا يحتاج لكل ذلك التمجيد.

(4)

وآخرون يجعلون من المسؤولين ملائكة لا يأتيهم الباطل من بين أيديهم، ولا من خلفهم، ونسي هؤلاء أن كل مسؤول ما هو إلا "موظف" لدى الشعب، ومن حقهم أن يصوّبوا له وجهته إن ضلّ عن مساره، شأنهم شأن كل جهة رقابية في الدولة.

(5)

ويلعب بعض الكتّاب دور البطولة في تمجيد المشاريع، والقرارات الحكومية من أجل دعوة لاجتماع، أو جلسة غداء، أو لإرضاء مسؤول ما، وهذا النوع من الكتبة ليس لهم مكان في بناء وطن قائم على المشاركة؛ بل هم مجرد "حبر على ورق".

(6)

في زمن "السوشيال ميديا" لا مجال لإخفاء العيوب، وتنميق الواقع، فما لا تراه أنت، سيكشفه غيرك، إنه زمن الواقع بكل تفاصيله دون تجميل.

(7)

أن تنقل بعض أوجه القصور في المشهد من حولك، لا يعني أنك "سلبي"؛ بل هو محاولة منك لتنبيه الآخرين- إلى ما تراه- ضرورة لإزالة بعض النقاط السوداء من لوحة بيضاء كبيرة، حتى تبدو اللوحة دون عيوب.

(8)

تصدر تصريحات بعض المسؤولين أحيانًا، عن مشاريع لم تكتمل دراستها، وخطط لم يتم إقرارها، مما يحمل الشارع العام على "تخيّل" بقية الحكاية... وتصوّر بقية "التصريح"... وفي النهاية يتضح أن التصريح مجرد "تفكير بصوت عالٍ" للمسؤول، أو "عصف ذهني" في غرفة مغلقة ليس إلا.

(9)

ليتوقف كل مسؤول كثيرًا، ويفكر قبل التصريح بمشروعاته؛ فالقاعدة الإدارية الرقابية تقول: "إن كل مسؤول ملزم بتنفيذ ما يصرح به"، وهنا يأتي دور الجهات الرقابية لمتابعة تنفيذ "مشروعات العصف الذهني الإعلامية".. وما أكثرها.