مسقط- الرؤية
انطلقت أمس أعمال الاجتماع الإقليمي الرباعي لتسريع تنفيذ برنامج "الصحة الواحدة" في إقليم شرق المتوسط، والذي تستضيفه سلطنة عمان ممثلة بوزارة الصحة حتى الخميس المقبل، بالتعاون والتنسيق مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط والمكتب الإقليمي الأوروبي التابع لمنظمة الصحة العالمية.
ويهدف الاجتماع الذي تشارك فيه 22 دولة، إلى مناقشة مجموعة من المواضيع التي تختص بقطاعات صحة الإنسان وصحة الحيوان والبيئة والبلدية، واستعراض التحديثات حول التقدم العالمي والإقليمي في مجال الصحة الواحدة، وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات لتنفيذ مبادرة "الصحة الواحدة" في بلدان الإقليم.
رعى افتتاح الاجتماع سعادة الدكتور سعيد بن حارب اللمكي وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية، الذي أكد أن تفشي الأمراض والمخاطر الصحية العامة التي تهدد البشرية من الأوبئة أو الأزمات والطوارئ، غالبًا ما تكون غير متوقعة وتتطلب مجموعة من الاستجابات السريعة قبل أن تجتاح الدول، مشيرا إلى أن العالم يواجه هذه التهديدات بصورة مستمرة.
وأضاف أن نهج منظومة الصحة الواحدة تهدف إلى تحقيق التوازن المستدام وتحسين صحة الإنسان والحيوان والنباتات والنظم البيئية، وتستلزم مكافحة الأمراض الحيوانية الناشئة والمتجددة ومكافحة الأمراض حيوانية المنشأ المستوطنة، والأمراض المدارية المهملة والأمراض المنقولة بالنواقل وتعزيز سلامة الغذاء، وكبح مقاومة مضادات الميكروبات، وتعزيز سلامة النظم البيئية، مشيرًا إلى أن تطبيق مفهوم الصحة الواحدة لن يتحقق إلا بالتعاون الوثيق بين مختلف القطاعات، ووضع الخطط المشتركة للوقاية والحد من انتقال الأمراض المعدية والسيطرة عليها، وتوحيد أنشطة التثقيف والتوعـية الصحية.
وذكر سعادة الدكتور أحمد بن سالم المنظري المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، أن صحة الإنسان ترتبط ارتباطًا جوهريًا بصحة الحيوانات، مضيفا: "إننا نواجه وضعًا معقدًا وصعبًا في إقليم شرق المتوسط بسبب عدم الاستقرار السياسي والصراعات والاضطرابات الاجتماعية والقيود الاقتصادية، والتي تساهم في الهجرة البشرية والتهجير القسري وتحركات الحيوانات عبر الحدود، مع ما يترتب على ذلك من آثار كبيرة على النظم الصحية، وظهور الأخطار التي تهدد الصحة ومكافحتها وإدارتها".
وبين أن مشكلة مقاومة مضادات الميكروبات تعد واحدة من أكبر 10 تهديدات صحية عالمية تواجه البشرية وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، وأن الافتقار إلى التنظيم والاستخدام غير العقلاني للمضادات الحيوية في القطاع الصحي والصناعة الحيوانية، والاستخدام غير المنظم للعوامل المضادة للميكروبات في الزراعة، لا يؤدي فقط إلى الوفاة والعجز، بل يشكل عبئا كبيرا على الاقتصادات والنظم الصحية.
وبين سعادة الدكتور جان جبور ممثل مكتب منظمة الصحة العالمية بسلطنة عمان، أنه من خلال جائحة كوفيد- 19 كان هناك العديد من الدروس المستفادة، خاصة فيما يتعلق بالنشاطات متعددة القطاعات وأهمية تطبيق الصحة الواحدة التي تساهم بحياة البشر والصحة الحيوانية والنظم البيئية، لافتا إلى أن سلطنة عمان بدأت بالفعل تطبيق وتنفيذ مفهوم الصحة الواحدة الذي تعزز بعد الاجتماع العالمي واهتمام وزارة الصحة به.
