عائض الأحمد
لك حرية أن تصدق أن ما سأذكره أدناه كان حلمًا، وموعده لم يكن فى حسبان كل من فكر فيه ليستيقظ مجتمع كامل على لحظات قرار شجاع جعل أمثالي يكتبون ويسردون نسيج خيالاتهم، وللذكرى كان حديثي قبل "سبع" مضت بكل ما فيها وكأنها اليوم فماذا حدث؟ وكيف استقبلت القرار في حينها؟
فقلت مستبشرًا، بدأ العد التنازلي لقيادة المرأة، وأنا أكثر ترقبًا من المرأة نفسها بل وأكثر شوقًا لرؤيتها وهي تُمارس حقًا من حقوقها، غاب عنها منذ سنين وها هو الحق يعود لأصحابه.
السبب الآخر وهذا اعتقاد ربما أخطئ أو أصيب فيه، أن المرأة ستكون أكثر هدوءًا وإتزانًا في التعامل مع المرحلة المقبلة، وذلك لمعاناتها وتقديرها لنضال سنوات من المطالبة حصلت عليه مؤخرًا.
السبب الآخر شخصي جدًا فأنا منذ الآن لدي برنامج معين وقائمة جاهزة لمن يهمه الأمر في منزلي وعلى كل شخص أن يتحمل مسؤوليته.
ومنذ الآن أسأل الله أن يعين أم محمد على طلباتي الخاصة، والقوائم التي ستصلها تتاليا، وأغلب الظن أنها يوميًا وعليها أن تتحمل مسؤوليتها القادمة بعد أن أعلن اعتزال تلك النغمة "وأنت جاي جيب معاك"، ثم تنهمر الطلبات حتى أشعر بأنَّ النسيان هو الحل الوحيد هربا إلى الأمام متناسيا القائمة بما فيها.
ومن هنا أذكرها محبة والتزاماً بأنَّ المواقف الطولية أفضل وأسهل من العرضية، ولن أبخل عليها بأي معلومة مفيدة شريطة اختيار الوقت المناسب لذلك، بما فيها لون (البنزين الأحمر والأخضر).
لدي شعور خاص بأنَّ المرأة ستلون الشوارع بكل ما هو جديد، وسنرى ألوان الحياة كاملة متداخلة مع الطبيعة بكل ما هو جديد.
ولن تخلو مركبة من لمسات إبداعها وذوقها الرفيع متماشية مع الجديد. وربما تختفي بعض المظاهر المزعجة، فلن تجد غير الجمال والنظافة، وما يسر العين وهل يعقل أن تجد (السكراب) يجوب شوارعنا ويدمر البيئة والمركبة تعود ملكيتها (لأم محمد) لا يُمكن أبدا.
هذا حالنا مع أي مستجد فكيف بنا عندما يكون الجديد جزءك الآخر مشاركا متحديا يكمل معك ما بدأت، أليس حقا أن تقول مرحبا بك سيدتي هذا حق لك فمارسيه كما ترين ولن تجدي غير الترحاب وهذا حق مكتسب وليس هبة من أحد.
بين الحين والآخر نتذكر "شقاوتنا" في مراحل معينة ومراهقتنا المتأخرة فنبتسم حرجاً، ثم نحمدالله أنها مرت مرور كرام دون خسائر.
ختامًا.. الواثق من نفسه لا يبحث عن مُبررات، قرارات الشأن العام نصفها شجاعة.
بارقة: حينما أشاهد وجهك الآخر أشفق على كل ما فات وأنا أسير أفكاري.