الكفاءة أساس التقدم

 

‏راشد بن حميد الراشدي **

 

أن تضع شخصًا في غير موضعه فذلك خطر على الوطن، وأن يقود المؤسسات أشخاص غير مؤهلين وغير ممتهنين للممارسات الإدارية المُثلى، ولا يواكبون التطلعات التي تحتاجها مؤسساتهم، فذلك أخطر، وأن يُختزل التوظيف في تزكية أشخاص معرفة لأشخاص آخرين أكفاء، فتلك مصيبة أكبر!

في قوانين الحياة والصلاح، تجد الرجل الكُفء يقود عجلة التقدم والنجاح لأي مؤسسة أو مشروع لتتقدم من خلاله الأمم وتستقر في دروب صلاحها وفلاحها وتنتج تلك المؤسسات حصادًا وفيرًا للوطن.

ومن خلال هذه الاستدلالات ومع الحقبة الجديدة من النهضة العمانية المتجددة بكينونة القائمين عليها وحرصهم الشديد على صلاح الوطن والمواطن من خلال إعادة هيكلة الكثير من الوزارات والمؤسسات في الدولة ومنعًا للترهل والبيروقراطية، تتواصل المساعي لتعزيز دوران عجلة التنمية والتجديد نحو الأفضل، استرشادًا بالخطط الطموحة الواعدة وعلى رأسها الرؤية المستقبلية "عُمان 2040" وبرامجها المختلفة وفي جميع المجالات والأصعدة التي تخدم الوطن بروح عصرية تسمو لكمال العمل وتميزه ونجاحه.

إنني ومن خلال العديد من الأمثلة من حولنا والتي تستهدف كبت ووأد الكفاءات وإحلال العديد من الأشخاص في مراكز ليسوا أهلًا لها، لأدعو جميع الجهات والمؤسسات للتجديد ووضع الرجل المناسب بقدراته القيادية الناجحة التي يتمتع بها وكفاءته العلمية وممارساته المهنية في مؤسسته لكي يتحمل مسؤولية الأعمال المناطة لتلك المؤسسات بكفاءة وإقدام.

إن وضع الرجل غير المناسب والذي جاء من طرائق مُختلفة ساهم ويساهم في إحباط تقدم الوطن وديمومة عطائه من خلال فكره المحدود وطمسه لكل مبدع ومنتج من موظفيه بقراراته التي تعكس شخصيته المحدودة الفكر وجهله التام بوظيفته المُلقاة على عاتقه فتجد الثمار خاوية والنتائج متعثرة مهما حاول المجتهدين المخلصين تقديم الأفضل في مؤسسته.

إن ما يحدث في بعض المؤسسات من توزيع مناصب بدون كفاءة ساهم ويساهم في فشل تلك المؤسسة ويساهم في خسارة الوطن لنتاج تلك المؤسسات ونجاح ما تم إسناده لها من اختصاصات، خاصة مع ما يحدث من تنقل الموظفين بين وزارات الدولة ومؤسساتها بدون مقابلات أو اختبارات مؤهلة لتلك الوظيفة.

إنني أدعو ومن خلال منبر الرؤية أن تراجع المؤسسات تعييناتها وأن تختار الكفاءات الجيدة المخلصة، وأن تُحاسب كل مؤسسة حكومية أو شركات تابعة لها في إنتاجيتها وما حققته للوطن من خلال خططها السنوية وأطروحاتها من أهداف يجب تحقيقها وقياسها بصورة سنوية، كما أتمنى التقليل من أعداد المديرين التنفذيين ومديري العموم، فعددهم صار عبئًا على المؤسسات مقابل توظيف الكفاءات الشابة والقادمة بقوة العلم والتطوير والإبداع والمبادرة.

إن الوطن لا يرتقي إلا بسواعد أبنائه الأكفاء المخلصين لله والوطن والسلطان ومن أجل ذلك ليس للوطن مناص من وجود الرجال المميزين الأكفاء في خدمته والذود عنه بسلاح العلم والبصيرة والعمل المتقن ليتحقق ما يصبو له الوطن وأبناؤه من تقدم وازدهار.

إن وجود الرجل المناسب بقدراته في المكان المناسب ساهم في رقي الكثير من الدول من حولنا وتقدمها وتطورها، والذي نتمناه كذلك لهذا الوطن العزيز تحت القيادة الرشيدة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله- والذي يسعى لرفعة عُمان ورقيها ونمائها في مختلف المجالات.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها وحقق لها الخير كله في جميع مناحي الحياة وتقبل الله صيامكم في هذه الأيام المباركة.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية