سقف طموحات "معًا نتقدم".. عالٍ

حمود بن علي الطوقي

طموحات الشباب العماني أصبحت أكثر واقعية وجدية تُعانق السماء وتتأمل الخير لخارطة طريق جديدة تعطي الشباب دفة إدارة التطوير، ضمن رؤية سامية رسمها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه، وذلك مع انطلاق ملتقى "معًا نتقدم" الذي أقيم بتوجيهات سامية، وتحت رعاية صاحب السُّمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب.

وقد حظي الملتقى بمتابعة واسعة وتفاعل كبير من الشباب والمواطنين بشكل عام، فهذا الملتقى ينعقد في ظل التطورات والتحديات التي تواجه أحد أهم القطاعات وهو القطاع الخاص وهو شريان الحياة، فالنقاش الذي دار في الملتقى كان إيجابيا؛ حيث اتسم بالشفافية في المحاور الثلاثة التي تم مناقشتها وجهاً لوجه بين المسؤولين والمواطنين المشاركين في هذه الجلسة الحوارية المهمة.

ولقد صرح صاحب السُّمو السيد ذي يزن بن هيثم عقب انتهاء الجلسة الحوارية في الملتقى وقال "إنَّ كل ما تم طرحه في هذا الملتقى من نقاشات وحوارات محل الاهتمام من قبل الحكومة"، وهذا تصريح يعكس مدى الحرص الشديد من الحكومة وسُّمو السيد على إيلاء آراء المواطنين وتطلعاتهم الأولوية في التنفيذ قدر المستطاع.

ومما لاشك فيه أن المقولة السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- حاضرة في هذا الملتقى، إذ قال جلالته "إننا نقف اليوم بإرادة صلبة وعزيمة لا تلين على أعتاب مرحلة مهمة من مراحل التنمية والبناء في عمان، مرحلة شاركتم في رسم تطلعاتها بالرؤية المستقبلية عمان 2040". هذه المقولة موجهة للشباب الذين شاركوا في رسم خارطة الطريق لرؤية عمانية طموحة، فالشباب بعد هذا الملتقى من حقه أن يرفع سقف الطموحات التي يراها ممكنة إذا أتيحت له الفرصة وتحققت مطالبه، لأنهم هُم من سيقومون بترجمة هذه الرؤية إلى واقع ملموس وفعلي، خاصة وأن تحقيق هذه الرؤية الطموحة لابُد أن يقابله الدعم والتشجيع من قبل الحكومة.

اليوم الشباب العماني يتحاور مع المسؤول وجهًا لوجه ويناقشه ويطرح عليه أفكارًا ورؤى؛ بل ويقنعه لتبني هذه الأفكار، فرؤية الشباب مختلفة ونظرتهم جديرة بالاهتمام.

اليوم الشباب العماني يقف على أعتاب مرحلة جديدة من البناء والتعمير، فما هذه الملتقيات التي يُدعى الشباب للمشاركة فيها، إلا تجسيد للحرص السامي على فتح نوافذ حوارية مجتمعية وخصوصا مع فئة الشباب، لطرح الأفكار واستشراف المستقبل الزاهر؛ فالشباب مطلوب منه أن يكون أكثر حيوية وعطاء وأن ينظر إلى المستقبل بنظرة إيجابية ويعلن في قرارة نفسه أن المسؤوليات والملفات على عاتقه كبيرة.

نعم نحتاج إلى أفكاركم معشر الشباب وهذه دعوة مني لكم أن تستفيدوا من جلساتكم الحوارية المباشرة مع المسؤولين، وأن تطرحوا أفكاركم بلا تردد، وناقشوا المسؤولين حول أفكاركم ولا تجعلوا هذه الأفكار حبيسة الأدراج.

وجدنا خلال المبادرات السابقة كيف تمكن الشباب العماني من الإبداع والتميز من خلال التصميمات المعمارية التي شارك فيها مستفيدون من مبادرات عدة، مثل جائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري، ورأينا كيف تميز الشباب في إدارة بعض المشاريع الاستثمارية الناجحة، كما رأينا الجوائز التي حصل عليها شبابنا في المسابقات الدولية، حتى أصبح اسم عمان يتردد في المحافل الدولية.

لهذا يجب على المسؤولين أن يفتخروا بهذه الإنجازات ويأخذوا بيد هؤلاء الشباب إلى مراحل متقدمة، فهم قادرون بأفكارهم الإبداعية الخلاقة على رفع اسم عمان في المحافل الدولية، وعلينا جميعا كمسؤولين وكمجتمع وكإعلام أن نأخذ بيد هؤلاء الشباب فهم ثروة حقيقية لهذا الوطن العزيز المعطاء.

وأنا أشاهد نجاح هذا الملتقى الأول أتمنى تكرار الفكرة، وأن يُعقد بشكل شهري في المحافظات وبنفس الحماس والحضور الجماهيري.

أخيرًا.. نقول بل ونهمس في آذان المسؤولين إنَّ الشباب العماني قادر على التميز والتفرد والعطاء، ما يحتاجونه فقط هو التشجيع والدعم، عندئذ سنرى العجب العجاب من إبداعات الشباب والشابات.

معًا نتقدم بروح وأفكار الشباب.