أسبوع المرور الخليجي

 

أحمد بن خلفان الزعابي

zaabi2006@hotmail.com

 

اختُتمت خلال الأسبوع الماضي فعاليات أسبوع المرور الخليجي في دورته الـ35 والتي شهدت خلالها دول المجلس فعاليات توعوية تثقيفية مختلفة تستهدف كافة شرائح المجتمع.

تعد هذه الفعالية مناسبة سنوية تقام في كافة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والتي انطلقت خلال العام 1984 بتوجيهات سامية كريمة من لدن أصحاب الجلالة والسُّمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتعتبر هذه المناسبة الأبرز خلال شهر مارس من كل عام والتي كانت قد أقرت في الاجتماع الثالث لوزراء الداخلية بدول المجلس والذي استضافته الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية الشقيقة خلال شهر نوفمبر من العام 1983م، بهدف تنظيم فعاليات على مستوى دول المجلس تساهم في رفع مستوى التوعية المرورية وتعمل على تغيير المفاهيم والقيّم وتعمل على رفع مستوى المعرفة والثقافة لدى السائقين وبقية شرائح المجتمع لتحقيق الغاية المنشودة في جعل شوارعنا آمنة وخالية من الحوادث.

وأتت مشاركة سلطنة عُمان هذا العام شقيقاتها دول المجلس بهذه المناسبة لتضيف قيمة حقيقة تتمثل في إبراز الجهود المبذولة من قبل شرطة عُمان السلطانية ومختلف الوحدات الحكومية وشركات القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني والتي ساهمت بشكلٍ فاعل وكبير في الحد من وقوع حوادث المرور والتخفيف من الأعباء والآثار المباشرة وغير المباشرة التي تخلفها الحوادث، وشاهدنا جميعًا المناشط والفعاليات التي تم تنفيذها في كافة المحافظات خلال الأسبوع الفائت كما سجلت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ومنصات التواصل الاجتماعي حضورًا لافتًا في نقل هذا الحدث وإبرازه لكافة شرائح المجتمع بهدف إيصال الرسالة والتي بدون أدنى شك تعتبر غاية يسعى إليها الجميع وهي جعل شوارعنا آمنة سالمة خالية من حوادث الطرق.

ولأنَّ كل عام يخصص له شعار فقد كان شعار العام الحالي"حياتك أمانة" وفي استضافة على تلفزيون سلطنة عُمان فقد تحدث العقيد الركن خميس بن علي البطاشي مساعد مدير عام المرور عن أهمية  المناسبة والرسائل المراد إيصالها للمجتمع والجهود المبذولة في سبيل خفض أعداد الحوادث على طرقاتنا وأشار إلى إحصاءات مُبشرة للغاية؛ وهي في الحقيقة لم تكن لتتحقق لولا تكاتف جهود شرطة عُمان السلطانية مع مختلف المؤسسات الأخرى، فقد أشار إلى أن عدد حوادث الطرق المسجلة خلال العام 2012 كان قد بلغ أكثر من 8200 حادث سير، ويعدُّ هذا عدد كبير مقارنة بعدد السكان وعدد المركبات المسجلة خلال تلك الفترة، كما كان الانخفاض ملحوظاً خلال العشرة أعوام الأخيرة، حيث بلغ عدد الحوادث المسجلة خلال العام الماضي 2022، نحو 2200 حادث سير بانخفاض نسبته 75%، وهذا معدل جيد جدًا إلا أنه وبمزيدٍ من الجهود والالتزام من المُمكن تقليله والتخفيف من آثار الحوادث. ولفت إلى أن عدد الإصابات المسجلة خلال العام 2012 بلغ 11000 إصابة وتم تسجيل ما يقرب من 1200 حادث خلال العام 2022؛ بانخفاض يصل إلى 80%. أما عدد الوفيات المسجلة خلال العام 2012 فقد وصل إلى 1139 حالة وفاة، وخلال العام 2022 كانت أعداد الوفيات المسجلة 524 بانخفاض بلغت نسبته 50%، وهذا مؤشر يمكن تخفيضه مع الالتزام بأنظمة وقواعد المرور.

ولك أن تتصور- أيها القارئ الكريم- أن نسبة 15% من مصابي حوادث المرور يحتاجون للمساعدة أثناء القيام بأنشطة حياتهم حيث لا يمكنهم العودة لحالتهم الطبيعية التي كانوا عليها قبل تعرضهم للحوادث هذا طبعًا بحسب ما أشارت إليه منظمة الصحة العالمية.

انتهت فعاليات ومناشط أسبوع المرور، ولكن لا بُد أن تكون التوعية حاضرة على الدوام فالحرص على سلامة مستخدمي الطرق لن يتوقف بتوقف فعالية بعينها؛ حيث إننا نحن كسائقين لا بُد أن نكون حريصين على أن يكون كل فردٍ منَّا شرطي نفسه يراقب ذاته، ويلتزم ليحافظ على سلامته وسلامة بقية مستخدمي الطريق الآخرين ولأن الانضباط لا يقتصر على انتشار رجال الشرطة بمختلف الطرقات؛ بل يجب أن ينبع من دواخلنا، ودمتم سالمين.