في رحاب معرض الكتاب

 

وداد الإسطنبولي

ما هذه الأصوات؟ وما هذه الاهتزازات التي تملأ المكان حولنا؟ هي اهتزازاتٌ بعمق رائحة العطر، وهو عطر مختلف كعطر الأرض عندما تستنشق ذرات المطر، فالمكان أيضًا تنبع منه رائحة نسيم الكُتب، والأجواء برمتها تحتضن العالم من كل حدب وصوب.

معرض مسقط الدولي للكتاب لسنة 2023 مُختلف هذه المرة عن كل المرات السابقة التي زُرته فيها، فكل شيء كانت له دلالة خاصة. لقد كنت أجوبُ المعرض بنظري، وأتأمّلُ في الوجوه المختلفة لونها، وحجمها، وأنا مُبهرةٌ بهذا الضجيج الصاخب، ولكنه ضجيج بمعنى شيء له فائدة.

ينمو ويزدهر بين أحضان الكتب ذاك العقل المتفتح لهذه الثقافة التي تبعث خاصية الإبداع.

في معرض مسقط للكتاب، كان لنا شرفُ المُشاركة في بعض الأنشطة والفعاليات التي جدت مكانها بصمت بين مختلف الفعاليات القائمة هناك.

لقد تشرّفتُ كثيرًا بإدارة جلسة أدبية، فأحسستُ، بأنني نجمة تتلألأ بين تلك النجوم في السماء. وقد تحدثت الدكتورة فوزية الفهدي عن"مرآة نقد الخطاب الروائي النسائي في عمان، والتحويلات وسؤال الخصوصية والمضامين" وسلطت الضوء على تطور التجربة الروائية في عمان، فكان حديثها رصينًا، فشدّت انتباه الحاضرين بثراء مُداخلتها وعُمق طرحها النقدي.

ومن أجمل اللحظات في معرض مسقط هي توقيع الكتاب الجماعي الثاني " بنت البليد" تحت إشراف مجلس إشراقات ثقافية، وقد تضمّن هذا الكتاب قصتي القصيرة" وشم بذاكرة طفل"، وهي قصة تُجسّد واقعا متخيلا، حاولتُ فيها تجسيد صورة الشخصية المركبة التي تحمل وجهين.

جزيل الشكر والعرفان لمجلس "إشراقات ثقافية"، فهو مجلسٌ أصلهُ ثابتٌ وفرعهُ في سماء الإبداع يُؤتي ثمارهُ بصمت دون أن يسأل عن المقابل، ويحرصُ في مُختلف الورشات التي يُقدمها للمبدعين بظفار على تحفيز المواهب في مجال الأدب وتشجيعهم.