اللامركزية في النظام الصحي

 

د. رقية الظاهرية

اللامركزية في النظام الصحي من أهم جوانب التحسين المستمر والتنمية كونها تلمس الاحتياجات والأولويات للخدمات والبرامج الصحية، كما إنه يجب أن تتاح لجميع المواطنين فرصة عادلة للوصول إلى الإمكانات الصحية الكاملة، ومن هذا الباب وفي خطوة سباقه من معالي الدكتور هلال بن علي السبتي وزير الصحة في تحقيق اللامركزية الصحية، وكعادته في كل زيارة لمحافظة يصنع خطوات لقراءة ظروف المناطق لدفع القطاع الصحي للأمام في ظل التحديات المختلفة، فقد بدأ برسم صورة كاملة لخارطة النظام الصحي لتحقيق اللامركزية بخطوة التفويض والدعم الحقيقي من قمة الهرم الصحي إلى المؤسسات الصحية بمختلف المحافظات.

وها هو يقف في ميدان التغيير وبخطوة مقدامة في تنفيذ اللامركزية الصحية وتوزيع الموارد بين المحافظات؛ حيث بدأ بتعزيز مستشفى صحار بوحدة القسطرة القلبية كخطوة سبّاقة ليحقق مفهوم الإدارة الجادة التي تصنع القرار ثم تنفذه وتحميه أيضاً، كما إنه حريص على تتويج نجاح أي مشروع يشرف عليه، وليس اعتباطاً بل إن تفعيل وحدة القسطرة القلبية في مستشفى صحار كان تحت إشرافه الشخصي ليحقق نقلة نوعية وجديدة للخدمات الصحية في محافظة شمال الباطنة التي تخدم كثافة سكانية كبيرة.

د. هلال السبتي ومنذ أن تم تعيينه وزيرًا الصحة في يونيو 2022، وهو يرسم رؤية للخروج عن التقليدية في إدارة القطاع الصحي، إذ يتميز بشخصية برجماتية مناورة صعبة التوقف، ويحمل على عاتقه الكثير من الملفات التي تعني الصحة في مختلف المسارات، هو سليل المدرسة الطبية الرصينة ليشق مسار حياته العملية بتدرجه بمناصب طبية وإدارية لذلك لا غرابة أن يصنع التغيير بحماس متوقد بطموحات تنظر إلى السماء؛ حيث شغل منصب نائب المدير العام لمستشفى جامعة السلطان قابوس للشؤون الطبية، ومن ثم تم تعينه بمرسوم سلطاني رئيساً تنفيذياً للمجلس العماني للتخصصات الطبية منذ 2015؛ حيث يشهد له إسهامه في تطوير التدريب الطبي ومساعيه الحثيثة للتوسع في البرامج التدريبية التخصصية وبرامج الزمالة الطبية داخل السلطنة وخارجها، إذ كان يحمل من الوعي الإداري والأبعاد الصحية ليجتهد لتوطيد العلاقات الثنائية مع المؤسسات الإقليمية والدولية؛ لإيجاد فرص تدريبية للأطباء العُمانيين في الخارج والارتقاء بهم.

 

الدكتور هلال السبتي ومن خلال حزمة النجاحات المتتالية، نجح في تشكيل هذا الحضور والتأثير ليتم تكريمه بميدالية مجلس التعاون لدول الخليج في الخدمة المدنية والتنمية الإدارية، في 1 مايو 2019، كما حصل على وسام المدني العماني (الدرجة الثالثة) من قبل السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- في نوفمبر 2015.

ورغم كل المتغيرات والتحديات التي يشهدها القطاع الصحي إلا أن رؤية الوزير القائد تواصل حضورها في خطوات إصلاحية مستمرة داخل الوزارة ومتتابعة، فهو صانع تاريخ ومرحلة جديدة ويرسم برؤيته واقعاً جديداً، بتوجيه ودعم كبير من قيادتنا الرشيدة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه.

تأتي كلماته بإصرار كبير على تجاوز المرحلة السابقة والاستفادة من دروس الماضي والتطلع للمستقبل، وكذلك الاستفادة مما وهب الله هذا الوطن من كفاءات وقدرات شابة لكونه يدرك أن المستقبل بإذن الله مضيء ومشرق بسواعد أبناء هذا الوطن المعطاء.

تعليق عبر الفيس بوك