إسدال الستار على عرس الثقافة العمانية وسط إشادات بحسن التنظيم وتنوع الكتب

الحراصي: الفعاليات الثقافية تمثل "العمق الخلّاق والشريان النابض" لمعرض مسقط الدولي للكتاب

مسقط- العُمانية

أكد معالي الدكتور عبد الله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام رئيس اللجنة الرئيسة لمعرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ27، أن الفعاليات الثقافية تمثل العمق الخلاق والشريان النابض للمعرض، وتضيف له بعدًا ثقافيًّا وفكريًّا وإبداعيًّا خاصًّا، وأنه بدون الفعاليات الثقافية يصبح المعرض مجرد سوق تجاري لبيع الكتب وعقد الصفقات بين الناشرين.

وأسدل الستار أمس على الدورة السابعة والعشرين من المعرض، بعد أيام حافلة من الفعاليات والمناشط الثقافية والفكرية، فيما شارك في هذه النسخة 655 دار نشر بشكل مباشر و150 بشكل غير مباشر من 32 دولة، ووصل عدد عناوين الكتب المعروضة إلى أكثر من 533 ألفا و63 عنوانا، منها 22 ألف كتاب عُماني، و5 آلاف و900 إصدارًا جديدًا، و260 ألفا و614 كتابا عربيا، و204 آلاف و411 كتابا أجنبيا.

وقال معاليه- في حديث لوكالة الأنباء العُمانية في اليوم الختامي للدورة الـ27 من معرض مسقط الدولي للكتاب- "بما أن المعرض يسعى لنشر الكتاب ودعم الناشر وتعزيز قيم القراءة بين أفراد المجتمع، فإن تكثيف الفعاليات الثقافية المصاحبة يشكل نقطة جذب إضافية للجمهور الذي يحقق أكثر من هدف في زيارة المعرض؛ إذ يمكنه شراء الكتب وحضور الفعالية التي تناسبه والالتقاء بالكتاب والأدباء والمؤلفين تحت مظلة واحدة". وأضاف معاليه أن أغلب فعاليات المعرض هذا العام حظيت بحضور جماهيري طيب، وكان ذلك واضحًا في كل القاعات التي كانت تقام فيها الفعاليات، ولم يمثل التداخل في الوقت أي عائق أمام الجمهور، نظرًا لاختلاف المواضيع وتعدد القاعات؛ إذ كان بإمكان الزائر حضور الفعالية التي يرغب فيها، ولو كانت هناك فعالية أخرى تقام بالتزامن في قاعة مختلفة.

وحول تجربة الأسابيع الثقافية للدول، قال معالي الدكتور وزير الإعلام: "لقد كان من بواعث سرورنا استضافة الأسبوع الثقافي لمملكة البحرين الشقيقة، ضمن مناشط معرض مسقط الدولي للكتاب، ويمثل هذا الأسبوع إضافة نوعية لفعاليات المعرض، نظرًا لما اشتمل عليه من فعاليات متنوعة ". وبين معاليه أن تجربة الأسابيع الثقافية تعد الأولى من نوعها، وستخضع للدراسة والتقييم من قبل لجنة المعرض بما يجعلها جزءًا أساسيًا من فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب.

ولفت معاليه إلى أن هذا العام تم استخدام تقنية العد الذكي لزوار معرض مسقط الدولي للكتاب عن طريق كاميرات خاصة تتولى عملية عد الزوار. ومن أجل تحقيق الدقة في هذا الشأن تم تغطية جميع أبواب الزوار بالكاميرات. وأضاف معاليه أن نتائج العد الذكي تظهر العدد الفعلي الحالي لزوار المعرض مع إظهار أوقات الذروة خلال ساعات العمل، لافتًا إلى أنه فيما يتعلق بالأرقام والإحصاءات والتفاصيل فإنه سيجري الحديث عنها وتقييمها بعد انقضاء فترة المعرض، وأن هذه البيانات ستتم دراستها من قبل المختصين للاستفادة من مؤشراتها في دورات المعرض المقبلة.

وتطرق معاليه إلى تجربة ضيوف الشرف المحليين وإمكانية تحويلها لتكون على مستوى الدول، قال معاليه: "لا نسعى لاستنساخ التجارب المطروحة والأفكار المطروقة، وقد درج معرض مسقط منذ مدة على اعتماد تقليد خاص به فيما يتعلق بضيوف الشرف، وذلك يتمثل في استضافة إحدى الحواضر أو المدن أو المحافظات العُمانية، بغية استثمار المعرض لتسليط الضوء على مختلف محافظات سلطنة عُمان وتعريف الزائر بها، مشيرًا إلى أن فكرة دعوة ضيوف شرف على مستوى الدول قائمة ومطروحة ولكن لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأنها.

وفي تقييمه لمدى نجاح الدورة الـ27 من معرض مسقط الدولي للكتاب قال معالي الدكتور عبد الله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام رئيس اللجنة الرئيسية للمعرض: "لا نريد أن نتحدث عما نقوم به، ونفضل أن نستمع من الآخرين ونسمع انطباعاتهم ونصحهم ونصغي إلى ملاحظاتهم ونتلقى أفكارهم وآراءهم، فذلك يسهم في تطوير تجربة المعرض وإثرائه بالأفكار النيرة والخلاقة، لكنني في عموم الأمر أستطيع القول إنني راضٍ بما شاهدته وما لمسته من جهود كبيرة وتطور لافت، وما وصل إليه معرض مسقط الدولي للكتاب من مكانة رفيعة نستطيع جميعًا أن نفخر بها".

وأعرب معاليه عن شكره للجنة معرض الكتاب وجميع من شارك وساهم في إنجاح دورة هذا العام، لافتًا إلى أنه سيبدأ العمل في أسرع وقت للإعداد للدورة المقبلة.

تعليق عبر الفيس بوك