لن تستطيع

 

عائض الأحمد

 

لو كانت حياتك شريطًا مصورًا.. هل تستطيع أن تشاهده أنت وأفراد أسرتك؟

توقفت كثيرًا أمام هذه الفرضية المُحرجة وعاد بي الزمان كثيرا إلى الوراء وقلت ولماذا لا أشاهده أنا وجميع أفراد عائلتي وأهل الحي أيضا. ثم تذكرت ذاك اليوم الذي خذلت فيه والدي- رحمه الله- وأنا أعيد أحد فصول السنة الدراسية للعام الثاني على التوالي وعندما يسألني أبنائي أترحم على تلك الأيام التي كنت فيها مثالا يحتذى به بل ويشار له بالبنان وأي بنان!!!

وليتها تقف هنا فما خفي ليس الأعظم، ولكن فصوله أسوأ، حتى بت أنفث ثلاثًا على يساري، وأحيط نفسى بهالة روحانية لعل وعسى تجبر كسري.

هذا التناقض العجيب لدينا دائما يشعرنا دون أن نستحضر سببا مقنعا وهذا مؤكد بأننا نجسد المثالية وعلينا أن نكون كذلك ماذا وإلا!

العديد منَّا تجد لديه أكثر من شخصية وأكثر من موقف للموقف نفسه وذلك حسب الظروف المحيطة به طبعاً وليس حسب قناعته هو.

لذلك نحن نخشى الناس كثيرا ونعمل من أجلهم وغيرنا يتحرر من كل هذا فيجد نفسه ويعيش متصالحا معها ليرتاح فيريح ويعيش بسلام دون منغصات ودون حسابات معقدة لن تجعله يجلس وحيدا يحدث نفسه لماذا فعلت ولماذا لم أفعل؟

حياتنا تمضي دائمًا بصعوبة والسبب يعود إلى أفكارنا وتلك القيود التي نكبل بها أنفسنا ومن حولنا.

التصرف بعفوية والتسامح حد التغاضي والتفاؤل حد اليقين بأنّ ما يحدث ظرف عابر وأيام تمضي ربما لن تعود تجعلنا أقل حدة وأكثر تفهما بأننا نخطئ ونصيب ككل البشر.

لن تجد عربياً في الغالب يقول لك اليوم من أجمل أيام حياتي ولكن تجد من يردد دائما رحم الله أيام زمان كنَّا وكنَّا!!!

والحقيقة أنه يترحم على أيامه التي انقضت وهو يعيش مع شخص يعرفه جيدا عندما يكون وحيدا ويحدثه حديث الأحبة ولكنه يشعر بالغربة عندما يظهر هذا الآخر أمام الملأ.

لدينا قدرة عجيبة على أن نخادع أنفسنا ثم نصدقها ثم نلتزم بما نعتقد صدقه وهيهات ثم هيهات!! أن تغير معتقدًا عفا على فكره الزمان وأدركه الكبر وتجاوزه الوقت والأوان.

ختامًا.. المستحيل أنت صنعته، وتستطيع تجاوزه متى شئت.

*****

ومضة:

اعذرني بنيْ عندما أمارس دور الناصح، فأنا تعلمت أن أكون مجرد ناقل لما أجبرت على تعلمه.

يقول الأحمد:

حافظ على نعمة من حولك وشكر من بقي منهم، ترف البقاء يستحق ذلك.

شيء من ذاته:

مسيرة الأربعين عامًا لن تعيقها عثرة حجر، فمن وصل إلى الباب لن يعيقه فتحه.