إنترنت الأشياء (IOT)

 

عارف بن خميس الفزاري

persware@gmail.com

إنترنت الأشياء (IoT) هو اختصار لـInternet Of Things، ويعرف على أنه أسلوب تقني يهدف إلى استقطاب الأشياء ممثلة بالأجهزة وأجهزة الاستشعار وإيصالها بشبكة الإنترنت لتتراسل البيانات فيما بينها دون تدخل البشر بذلك ويكون ذلك تلقائيًا. وأول من قدم عرضًا تقديميًا عن إنترنت الأشياء هو الباحث في التقنية البريطاني Kevin Ashton لشركة Proctor & Gamble في عام 1999م، أي قبل 24 عامًا من الآن.

يعرف إنترنت الأشياء على أنه مجموعة من الأجهزة القابلة للعنونة في بروتوكول الإنترنت التي تتفاعل مع البيئة المادية، والتي تحتوي على عناصر للاستشعار والتواصل والمعالجة والتشغيل. وهو جميع الأشياء والأجهزة والمعدات والبرمجيات والتطبيقات بما فيها أجهزة المراقبة والتحكم وأجهزة ووسائل معالجة وتخزين البيانات وأجهزة المراسلات والمستقبلات وأية معدات مساعدة. والشيء هو جهاز من العالم الملموس أو تطبيق عن عالم غير الملموس، يتسم بإمكانية دمجه في شبكات الاتصالات ويحتوي على البرمجيات وإمكانية الاتصال بشبكات الاتصالات وتقنية المعلومات، والقدرة على جمع ونقل البيانات عبر شبكة الاتصالات بواسطة تقنيات تساعد على تفعيل الأنظمة الداخلية والتواصل مع البيئة الخارجية.

يتكون إنترنت الأشياء من مليارات الأشياء (الأجهزة) المتصلة مع بعضها البعض عبر بروتوكول الإنترنت، مثل أجهزة الاستشعار والحساسات وأدوات الذكاء الاصطناعي وغيرها من الوحدات التي تستخدم التكنولوجيا اللاسلكية للاتصال بالإنترنت، والتي أحدثت تحولًا جذريًا في نماذج الاتصال والتواصل وتطوير الحلول الابتكارية.

ويمكن الاستفادة واستخدام تطبيقات إنترنت الأشياء في مجالات عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر، في المجال الصحي يستخدم إنترنت الأشياء لمراقبة المرضى عن بعد وإجراء العمليات الجراحية عن بعد والرقابة على التمارين الرياضية والرقابة على معدل النوم. كما يمكن الاستفادة من تطبيقات إنترنت الأشياء لإدارة الري وتحسين الإنتاج الزراعي والحيواني. ويمكن استخدامه أيضًا في المدن الذكية المستدامة والأمن والسلامة. وفي المجال الصناعي يمكن الاستفادة من تطبيقات إنترنت الأشياء في الصيانة الوقائية ومراقبة خطوط الإنتاج وتحسين التغليف والتوريد. من جانب آخر يمكن لتطبيقات إنترنت الأشياء توفير الطاقة والموارد وزيادة الأمان والمراقبة، كما يمكن خلق فرص عمل جديدة للباحثين عن عمل. ومن حسنات تطبيق إنترنت الأشياء قدرتها على تحسين مستوى جودة الحياة وزيادة مستوى الإنتاجية لدى الأفراد والمؤسسات.

وأحد الأهداف الرئيسية لإنترنت الأشياء هو جمع الشبكات المتعددة في شبكة واحدة عالمية فعلى سبيل المثال يمكن للسيارة أن تحتوي على عدة أنظمة مستقلة للإدارة والتحكم بالمحرك والأمان ونظام الاتصالات فإن توحيدها كلها في نظام واحد يمكن أن يقلل المعدات والأدوات المستخدمة لذلك، ولكم تخيل مقدار التوفير في الأسلاك والمعدات والجهد لربط الشبكات المتعددة في شبكة واحدة عالمية.

من أبرز التحديات التي يمكن أن تواجه استخدام تطبيقات إنترنت الأشياء هي أمن المعلومات وخصوصية البيانات والتوافق بين الأنظمة، كما يتطلب بنية تحتية قوية لربط الأجهزة والأنظمة بعضها ببعض. كما تشكل المسؤولية القانونية تحديًا لاستخدامات تطبيقات الإنترنت ولذلك لسرعة تغيرها وتطورها.

وختامًا.. إنَّ تطبيقات إنترنت الأشياء من التقنيات الحديثة والمتسارعة وتشهد تطورًا لافتًا ومتسارعًا ومن الأهمية بمكان العمل على الاستفادة من هذه التطبيقات في شتى المجالات، لذلك علينا العمل على مواكبة سرعة المتغيرات والطفرات التقنية المتسارعة والمتعاقبة وذلك بتأهيل الكوادر الوطنية وتوظيف إمكانيات هذه التطبيقات في القطاعين العام والخاص لمواكبة هذا التطور التكنولوجي لخلق بيئة قائمة على الإبداع والابتكار، كذلك من المهم مواكبة الدول التي استفادت من تطبيقات إنترنت الأشياء في مجالات التعليم والصحة والصناعة وغيرها من الاستخدامات، لتقديم قيمة مضافة للاقتصاد الوطني القائم على المعرفة.

تعليق عبر الفيس بوك