عائض الأحمد
عصر المال والعولمة والمحافظة على الموارد المصطنعة وقبل هذا الطبيعية، كما هي المياه الجوفية والانهار والبحار حتى قطرات الندى، بما في ذلك الاستمطار حتى لو اعترض البعض بحجة أثره على بعض الدول المجاورة، لا أعلم ماهية الربط ولكن الشيء بالشيء يذكر، ولعل الطبيعة أقرب الأشياء لإثارة الجدل دون أن تجد من يخالفك الرأي؛ فهي المستباح والمتنفس دون اعتراض أو اعتذار!
ومن منطلق مواردك أهم من متعتك الآنية، ومن سؤال أرباب المال والأعمال ماذا لديك وماذا ستترك خلفك؟ مستحضرًا مؤلفات من سبقك في فن الادخار وتجارب الهند والسند، مرورًا باقتصاديات التنمية وطرق تدريسها بالبرازيل، وليس بحثا نسرد فيه المؤشرات وإنما إضاءات ربما تطفئ غضب البعض لعل وعسى أن نخرج جميعا بقناعة ليست موحدة ولن تكون، لسبب واحد فقط؛ فالمصدر عجز عن قراءة المؤشر ذاته وانتقل إلى مؤشرات الآخرين، فأخذ يكيل المدح تارة وينقد تارة، ويبتسم في أخرى متسائلًا ولماذا كل هذا؟
إن كان المال عديل الروح عند البعض، فإن الروح زاهقة متأففة من مال يميل به الهوء حينما يخرج علينا صباح مساء دعاة التقنين ومسطرة اليوم وغدا القاك والقرش الأبيض لليوم الأسود وكأن هذا القرش يأتيك أبيض خالص البياض وهو من "يمرِّغ" كرامتك ويسحقك سحق الطبشور أيام "جاهلية التعليم" و"خشبة الحبـس حبـست خمـس خشـبات وخشـبة".
خلاصة القول وبعد فرز المهم من الأهم أن لم تجد ما يقنعك ويرضي غروك قبل شبعك فأرض الله واسعة ومناكبها تفيض بما فيها، ونقل عني بأن الأرض لم تعد أرضك فمن أدار ظهره لها وإن عاد بعد حين ستبكيه وتتنكر له عمل بعمل وفعل برد مثله.
ختامًا.. قوت يومك يغنيك عن سؤالهم، ولكن قوت زمانك يجمعهم حولك.
******
ومضة:
السفينة لم تعد بحاجة ذاك الشراع، ولكنها بحاجة "قُبطان" لتعبر إلى بر الأمان.
يقول الأحمد:
لن تغيب الشمس قبل وقتها ولن تظهر النجوم في منتصف النهار.
شيء من ذاته:
نداء الطبيعة ليست تلك العمليات الفسيولوجية المرتبطة ذهنيًا بأفعال معينة يتحكم فيها الجسد بإمرة العقل، فقد يكون ارتباطًا روحيًا أيضًا أكثر شراسة وحساسية وألمًا ومساومة للروح على الضياع في أقسى حالاته.