انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة يعزز سياحة التخييم والرحلات

"الصردة".. "الأزيرق".. "موسم البرد".. اختلفت المُسمّيات والأجواء الشتوية رائعة!

...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

◄ الثلوج تكسو جبل شمس.. وظهور "سنومان العُماني" على القمة!

◄ تنبؤات الأرصاد ساهمت في تفادي الحوادث وعززت وعي الجمهور

◄ توقعات باستمرار الأمطار المتفرقة ودرجات الحرارة المنخفضة

◄ تأثر إنتاجية العسل وبعض المحاصيل الزراعية بسبب الأمطار

◄ "الاكتئاب الموسمي" و"الإنفلونزا".. من أبرز سلبيات الشتاء

 

الرؤية- مدرين المكتومية

درجات حرارة مُنخفضة، وهطول مستمر للأمطار في بعض المواقع، وأجواء خلابة تجذب عشاق التخييم وسياحة الرحلات، هكذا مرَّت الأيام القليلة الماضية، بعدما تأثرت سلطنة عُمان بأجواء شتوية أنعشت المزاج العام، فيما بات يُعرف بموسم "الصردة" أو "الأزيرق" كما يسميه سكان الخليج العربي.

ويعزز موسم الشتاء وهطول الأمطار من السياحة الداخلية، خاصة سياحة الرحلات أو ما يُمكن تسميته بسياحة الأودية، حيث يُقبل الزوار في مختلف الولايات على الأودية التي ترتفع مناسيب المياه فيها بعد هطول الأمطار، بهدف الاستمتاع بأوقات رائعة على ضفاف الأودية، وممارسة السباحة في بعض الأحيان. ومن أبرز الأودية التي يستهدفها الزوار والسياح وادي عاهن ووادي الحوقين ووادي السحتن ووادي الجزي ووادي شاب ووادي طيوي، وغيرها.

الجهات المعنية وعلى رأسها المديرية العامة للأرصاد الجوية بهيئة الطيران المدني، ساهمت في تعزيز الوعي والمعرفة بأحوال الطقس؛ حيث توالى إصدار البيانات والتقارير التي توضح حالة الطقس وتوقعات هطول الأمطار والمواقع التي من المحتمل أن تشهد تساقط الأمطار. وعادة ما تزيد وتيرة هطول الأمطار خلال هذه الفترة من كل عام على المحافظات الشمالية، خلال فصل الشتاء، الذي يتألف في دول الخليج- حسب التقديرات الفلكية- من "المربعانية" و"الشبط" وموسم "العقارب". وتوضح علوم الفلك أنَّ الفترة المقبلة من فصل الشتاء تسمى موسم "العقارب" والذي تبدأ الأجواء فيه بالتغير من البرودة الشديدة إلى الدفء، وصولًا للحرارة المرتفعة تدريجيًا، لينتهي فصل الشتاء مع نهاية هذا الموسم، الذي يبدأ من 10 فبراير ويستمر لمدة 39 يومًا، مقسمًا على 3 نجوم أو أبراج، ويستمر تأثير كل نجم لفترة 13 يومًا. ويسمى النجم الأول "عقرب السم"، لأنه يقتل كما يقتل سم العقرب من شدته، أما النجم الثاني فهو عقرب الدم، الذي يدل على شدة البرد، في حين أن الثالث هو "عقرب الدسم"، وسمي كذلك حيث تأكل الماشية في تلك الفترة وتمتلأ بطونها.

وفي سلطنة عمان- كما هو الحال في دول الخليج- تتوالى هذه المواسم على العمانيين والتي يسمونها بـ"الصردة"؛ وهي كلمة من أصل فارسي تعني موجة البرد الشديد، وتشهد السلطنة حاليًا "صردة الهواء" والتي تستمر  لمدة 40 يومًا، وقد بدأت الثلاثاء الماضي بتاريخ 17 يناير وتستمر حتى 27 فبراير. وتتميز هذه الفترة بانخفاض في درجات الحرارة على عدد ولايات ومحافظات السلطنة خاصة المرتفعة عن سطح البحر، مثل منطقة جبل شمس والتي سجلت درجات حرارة تحت الصفر، مع استمرار هطول الأمطار المتفرقة في مختلف الولايات الشمالية.

وفي ظل هذه التغيرات الجوية، تتخذ مؤسسات الدولة الإجراءات التي تضمن الحفاظ على سلامة الجميع؛ حيث واصلت المديرية العامة للأرصاد الجوية نشر بياناتها حول حالة الطقس ومدى استمرار تأثر السلطنة بأي حالات جوية مثل أخاديد المنخفضات الجوية. في حين أعلنت وزارة التربية والتعليم عن تأجيل امتحان دبلوم التعليم العام وما في مستواه يوم الخميس الماضي، خاصة وأن هناك الكثير من الطلاب تقع منازلهم بمحاذاة الأودية، وقد تتسبب شدة المطر في عدم قدرتهم على الوصول إلى المدرسة.

وأصدرت شرطة عمان السلطانية تنبيهاتها المتعددة، لاسيما لمستخدمي طريق جبل شمس بولاية الحمراء، نظرًا لخطورة الصعود والنزول عبر الطريق بسبب الأمطار والتربة الطينية اللزجة، والتي قد تتسبب في انزلاق المركبات، وقد دعت الشرطة إلى عدم المجازفة مع ترك مسافة كافية أمان بين المركبات.

ونشرت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بيانًا بنسب هطول الأمطار على عدد من ولايات سلطنة عُمان خلال الفترة 24 إلى 27 يناير الجاري؛ حيث سجلت ولاية محضة أعلى معدل كمية هطول أمطار بـ86 مليمترًا، تلتها ولايتا دبا ومدحاء بـ65 مليمتر.

وعلى الرغم من أن فصل الشتاء من الفصول التي ينتظرها سكان عمان ودول الخليج عامة، نظرًا لمناخها الحار معظم فترات السنة، إلا أن الشتاء يمثل ضيفًا ثقيلًا على عدد من القطاعات، سواء بسبب انخفاض درجات الحرارة أو نتيجة للأمطار المتفرقة التي تتفاوت بين الغزيرة والخفيفة. وتتضرر بعض المحاصيل الزراعية مثل المانجو التي قد تتأثر في هذا الوقت بسبب الأمطار وغيرها من الأشجار المثمرة، كما قد تتسبب الأمطار في موت نحل العسل، لأنه يتغذى على النباتات الزهرية، التي قد تذبل خلال هطول الأمطار، الأمر الذي يشير إلى احتمال تأثر كميات إنتاج العسل العماني.

ومن ناحية أخرى، يأتي الشتاء بعدد من فيروسات البرد والجهاز التنفسي، نظرًا لانخفاض درجات الحرارة وتأثر الكثير من البشر بهذه الفيروسات التي تنشط في الشتاء، وقد توصلت دراسة أمريكية حديثة أجرتها الأكاديمية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة، أن الهواء البارد يؤثر على استجابة الأنف المناعية. وقالت الدراسة إن تدني الحرارة في الأنف 5 درجات مئوية يقتل 50 في المئة من الخلايا المقاومة للفيروسات والبكتيريا في الخياشيم، مؤكدة أن الهواء البارد يرتبط بزيادة العدوى الفيروسية؛ لأن الجسم يكون قد فقدَ نصف مناعته فقط من جرّاء الانخفاض الطفيف بدرجة الحرارة، ومن شأن ذلك أن يقلل قدرة الجهاز المناعي على محاربة التهابات الجهاز التنفسي بمقدار النصف، ويكفي بشكل أساسي للتخلص من جميع المزايا المناعية التي يتمتع بها الأنف. وخلصت الدراسة إلى أن الحفاظ على بيئة أكثر دفئًا داخل الأنف، يعزز عمل آلية الدفاع المناعي الفطرية، وهو ما يشكل ربما، سببا آخر لارتداء الأقنعة، وفق العلماء.

ومن الآثار الصحية كذلك لموسم الشتاء، معاناة البعض مما يسمى بـ"الاكتئاب الموسمي" وهي متلازمة تلاحق البعض في فصل الشتاء، وقد أشارت دراسة أجراها باحثون بجامعة كوبنهاجن الدنماركية إلى أن ثمة علاقة واضحة بين الاضطرابات العاطفية الموسمية في فصل الشتاء، وتعرض الأشخاص لضوء النهار، لاعتباره مؤثرًا واضحًا على التوازن الكيميائي للجسم، ومضادا طبيعيا للاكتئاب. ويصاب الكثير من الناس بالاضطرابات العاطفية الموسمية "SAD" في فصل الشتاء؛ إذ لاحظ العلماء رابطًا بين التغيرات الموسمية وميول الإنسان وسلوكه، وبين بداية تحول الطقس للبرودة وسقوط المطر. ويصاب من يعانون هذا النوع من الاضطراب بفقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية، كالإفراط في النوم، والميول للمزاجية العصبية المُتقلبة، أو تغيرات بالشهية والوزن، ومن ثم بدايات الشعور باليأس والفراغ وفقدان الأمل والتي تصل في بعض الأحيان إلى الاكتئاب.

تعليق عبر الفيس بوك