6 أعوام من النتائج "الباهتة" وسط مطالبات بتقديم الاستقالة

موجة انتقادات واسعة تلاحق "اتحاد كرة القدم"

◄ علامات استفهام بشأن التعيينات وإنفاق مبالغ كبيرة دون مردود

◄ غياب الرؤية والاستراتيجية المستقبلية بمثابة التنصل من المسؤولية

◄ إهمال المنتخبات السنية ونتائج سلبية بمختلف البطولات

◄ افتقاد العمل الإداري والفني المؤسسي المنظم

◄ النجاحات المتحققة تعود لاجتهادات اللاعبين

◄ الضعف وعدم التجديد سمتان سائدتان في المسابقات المحلية

الرؤية- وليد الخفيف

تتعالى مطالبات الشارع الرياضي ودعوات الناشطين على مختلف وسائل التواصل الاجتماعين بضروة استقالة مجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة القدم بشكل فوري ومغادرة أسوار مبنى السيب؛ لإتاحة الفرصة لمجلس آخر يلبي طموحات وتطلعات الجماهير.

ولم يحقق الاتحاد أي نجاح يذكر تحت رئاسة سالم الوهيبي بعد إتمام الدورة الماضية وإكمال عامين من الدورة الجديدة، سوى كأس خليجي 23 بالكويت، وهو نجاح سبق للأحمر تحقيقه في ملحمة النبض الواحد في خليجي 19 عام 2009، وسبقها نيل وصافة البطولة نفسها في مناسبتين بالدوحة وأبو ظبي، وباتت أمام الأحمر بعد تلك السنوات أهداف أعمق وأبعد تتجاوز حدود بطولة ودية في واقعها.

وخلال فترة هذا المجلس، أُهملت المراحل السنية في السنوات الـ6 الماضية حتى خرج المنتخب الأولمبي من الدور الأول ببطولة غرب آسيا، ثم خرج من الدور نفسه بأداء باهت ونتائج سلبية من التصفيات المؤهلة لكأس آسيا، وخرج منتخب الشباب من الدور الأول في بطولة كأس العرب، أما منتخب الناشئين فحالته يرثى لها حيث احتل المركز الأخير في مجموعته ببطولة غرب آسيا 2022، دون تسجيل أي هدف، ماضيًا بخطى متعثرة في بطولة كأس العرب التي ودعها أيضًا من الدور الأول.

وحركت أحداث البصرة تلك التراكمات لترتفع سقف المطالبات برحيل مجلس الإدارة، بعد تجاوز دعوات الإصلاح التي لم يلتفت إليها مسؤولي الاتحاد بحسب ما يرى المراقبون، فموجة الانتقادات بلغت ذروتها وفقدت النسبة الأكبر من الشارع الرياضي ثقتها في قدرة المجلس الحالي على تحقيق الطموح.

واكتفى الاتحاد بالصمت ردا على الدعوات الواسعة للاستقالة، محاولًا امتصاص حالة الغضب الجماهيري، على أمل أن يهدأ الشارع وتعود الأمور لطبيعتها بعد أيام، تزامنًا مع غياب تام لدور الجمعية العمومية التي وجهت لها انتقادات مباشرة هي الأخرى واصفين دورها بـ"السلبي".

وبدا صعبا تقييم عمل مجلس الإدارة الحالي أو أداء الرئيس وبعض الأعضاء، لا سيما الذين احتفظوا بمناصبهم لـ6 أعوام على دورتين متصلتين، لأن مجلس الإدارة لم يكشف مسبقا عن استراتيجيته المتضمنة لخططه القصيرة والمتوسطة والطويلة ذات الأهداف الواضحة المعزز تنفيذها ببرنامج زمني دقيق.

ولم تطالب الجمعية العمومية مجلس الإدارة بعرض استراتيجيته أو الرؤية المستقبلية لتقييم أدائه وفق معايير يتفق عليها، لذا فالعمل برمته لا يغادر خانة الاجتهادات التي لا ترتقي لحد الخطة أو الاستراتيجية العامة.

ومن المحتمل أن يكون رد الفعل وسياسة العمل اليومي وتغليب أهل الثقة على أهل الكفاءة وغياب الاستراتيجية والأهداف والرؤى والمجاملات وعدم القدرة على إدارة الأموال بشكل صحيح، عناوينا عريضة للمرحلة الماضية والراهنة، إذ إن أي نجاح يعزا لاجتهاد لاعبين حالفهم التوفيق، أما العمل الإداري والفني المؤسسي المنظم فقد غاب عن المشهد.

وقضى سالم الوهيبي رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم 6 أعوام في منصبه دون أن يلمس الشارع الرياضية أي مشروع حقيقي، سواءً كان أداء فنيا يحمل الأمل للأجيال القادمة أو اقتصاديا يمنح الاتحاد فرصة استقلال موازنته المالية لتخفف العبء على الدعم الحكومي، ليرى البعض أن تلك السياسة تتنافى مع رؤية عمان 2040.

وقبل 6 سنوات مع إعلان ترشح الوهيبي لرئاسة المجلس خلفا للسيد خالد بن حمد، أعلن الوهيبي عن وعود انتخابية ومشروعات كبيرة رافعًا شعار التغيير والشفافية، لكن في الوقت الحالي يعتقد البعض أن هذه الوعود بالتغيير جاءت بشكل عكسي، في ظل سياسة التعيينات الفنية والإدارية التي يرونها مفتقدة لمعايير الجودة وآليات التعاقدات الصحيحة.

ومع تزكية الوهيبي رئيسا لدورة جديدة قضى بها عامين- يبقى له 3 أعوام أخرى ولا يحق له الترشح لدورة جديدة- لم يعلن الأخير عن استراتيجيته أو أهداف مجلسه، ما قد يبدو تنصلا من المسؤولية المرحلية، فإعلان الأهداف والبرامج يحتاج لعمل زمني دقيق يسهل تقييمه.

 ولم يعلن الاتحاد على موقعه الرسمي عن تعيين مدير جديد لدائرة المنتخبات، وبالتالي لم يكشف عن سيرته الذاتية المتضمنة لخبراته العملية والأكاديمية والميدانية التي تضمن نجاحه في إدارة هذه اللجنة المهمة، ما يضع علامات التعجب عن عدم الإعلان، ولم يكشف أيضًا عن سبب تعيين من سبقه أو أسباب تغييره، كما أن التعيينات الفنية مثل المدربين الأسبان لم تمر على الخبير الفني للاتحاد لإبداء رأيه ما يضع علامات استفهام أمام طبيعة عمله.

وذهب مراقبون إلى أن التعيينات الفنية والإدارية كلفت الاتحاد مبالغ كبيرة دون مردود يُذكر، ضاربين المثل بتعاقب الخبراء الفنيين وغياب بصمتهم ومنهم الخبير الحالي، فضلا على تعاقدات أخرى إدارية نظير رواتب لا تنسجم مع إمكانياتهم الإدارية، كما أن بعضهم لا يقدم شيئا كونه غير مؤهل، بالإضافة لإبرام تعاقدات مجحفة بحق المؤسسة على مستوى الشروط الجزائية الأمر الذي نتج عنه تكبد خسائر مالية، ولعل تعيينات المدربين الأسبان للمراحل السنية نموذجًا لتلك الحالة سبقها الهولندي كومان.

ورغم جودة الحكم العماني إلا أنه  غاب عن كأس العالم، وظهر طاقم عماني واحد فقط في بطولة الخليج نظرا لعدم تطبيق الفار محليا، ما يضع مستقبل التحكيم على المحك. 

وعلى ما يبدو، فإن لاعبي المنتخب الوطني والجهاز الفني والإداري هم أفضل مكون في منظومة كرة القدم العمانية، عطفا على كفاحهم ومساعيهم الحثيثة دفاعا عن ألوان السلطنة في مختلف الاستحقاقات، ومن الصعب تقييم برانكو أو انتقاد عمل اللاعبين في ظل عمل تقليدي ومسابقات للهواه، وإهمال للمراحل السنية، وغياب للنفوذ في الاتحاد الاسيوي والدولي.

وقدم الأحمر العماني على أرض البصرة ملحمة كروية رفيعة سطرها لاعبوه بشموخ، فالأحمر بطل غير متوج، ما دعا وزارة الثقافة والرياضة والشباب لتكريمهم ومكافأتهم وإعلان ذلك قبل خوض النهائي.

وتعاني المسابقات المحلية من الضعف وعدم التجديد، فلا حوافز مالية تشجع الأندية على الإنفاق، ولا مشروع كبير يؤسسه الاتحاد وينضوي الجميع تحت مظلته، ولا حوافز أسبوعية للأفضل أو سنوية تكرم مكونات اللعبة، فما هي إلا مباريات تقليدية تجرى في أجواء تشبه أيام الانطلاقات الأولى للدوري.

ومن حق الأندية الحصول على نسب أعلى من قيم الرعايات من الشركاء التجاريين، ويتعين على الاتحاد أن يسوق لمنتخباته ويسوق لدوري الدرجة الأولى الذي يراه الكثيرون ضعيفا بعد قرار دمج الدرجتين، مما أثر فنيا على المخرجات الرافدة لدوري عمانتل وأفقدها قوتها لعدم وجود هبوط للدرجة الأدنى.

وتعكس نتائج منتخبات المراحل السنية هشاشة المسابقة المحلية قصيرة المدة والقليلة في عدد مبارياتها، وفقر الإدارة الفنية وغياب التطوير الفني، وتعكس أيضا افتقاد نية الاتحاد لإقامة أي مشروع يرمي لتطوير المراحل السنية المهملة منذ حل منتخب البراعم والبدء من الناشئين.

وفي الوقت الذي تطالب فيه الجماهير بتطوير المراحل السنية يأتي الرد بإقامة تلك المباريات دون سيارة إسعاف أو إجراءات تضمن تحقيق عاملي الأمن والسلامة، فضلا على الصمت الذي أعقب وفاة أحد اللاعبين على أرضية الملعب دون إجراء تحقيق إداري شفاف لضمان اتخاذ إجراءات مغايرة لمواجهة مثل هذه الأحداث الصعبة.

تعليق عبر الفيس بوك