معرض الصناعات السعودي العُماني بالرياض

 

سالم كشوب

sbkashooop@gmail.com
 

اعتبارًا من أول فبراير وحتى الرابع منه، ينطلق معرض الصناعات السعودي العُماني بالعاصمة السعودية الرياض؛ وهي مناسبة تسويقية مهمة من خلال الفعاليات التي تصاحب هذا المعرض وبجهود الجهات المختصة في البلدين الشقيقين؛ سواءً وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار وغرفة تجارة وصناعة عُمان بالسلطنة، أو وزارة الاستثمار في المملكة العربية السعودية، في مشهد يعكس التعاون والتكامل بين البلدين الشقيقين، لا سيما في الجانب الاقتصادي.

الأنظار ستكون مُسلّطة على هذه الفعالية وما يصاحبها من نتائج، وهي فرصة ذهبية لرجال الأعمال والمهتمين في الشأن الاقتصادي في البلدين للتعرف عن قرب على الصناعات الموجودة في البلدين وفرص التعاون والأعمال التي قد تبرم على هامش المعرض.

ومما لا شك فيه أهمية ودور سفارة سلطنة عمان في الرياض، وعلى رأسها صاحب السُّمو السيد فيصل بن تركي آل سعيد في مثل هذه الفعاليات؛ حيث ومنذ تسلمه منصبه كان له دور كبير ونشط في تفعيل التعاون وتقديم مختلف التسهيلات والدعم، خاصة في الجانب الاقتصادي بين البلدين. ومن المؤكد أن معرض الصناعات السعودي العُماني يمثل امتدادًا لما شهدته الفترة الماضية من تأسيس مجلس التنسيق السعودي العُماني في إطار الجهود الرامية لتحقيق مزيدٍ من التكامل الاقتصادي بين البلدين الشقيقين، وما صاحب ذلك من زيارات متبادلة بين البلدين وإقامة المنتدى الاستثماري العُماني السعودي، وانعقاد مجلس الأعمال العُماني السعودي بالسلطنة، وكلها مؤشرات على الرغبة الصادقة في تفعيل التعاون والتكامل المشترك في الجانب الاقتصادي والاستثماري، بما يُحقق مستهدفات رؤية "عمان 2040" ورؤية "المملكة 2030"، من خلال تضافر جهود القطاعين الحكومي والخاص في البلدين نحو مزيد من تكاملية الأدوار في الشأن الاقتصادي، وتعزيز حجم التعاون التجاري، لا سيما في القطاعات الواعدة في البلدين التي تسهم في رفع معدل الفرص الاستثمارية فيها.

وينعقد المعرض في وقت بلغ فيه حجم التبادل التجاري بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية أكثر من 2.5 مليار دولار في 2020، مقارنة بـ1.4 مليار دولار عام 2010، واحتلت المملكة العربية السعودية المرتبة الثانية بين أهم الدول المستوردة للصادرات العُمانية غير النفطية في عام 2020، والمركز الخامس بقائمة الدول التي تستورد منها سلطنة عُمان. وهذه الأرقام والمؤشرات مرشحة للزيادة، خاصة في ظل ما شهدناه خلال الفترة الماضية من شراكات اقتصادية في العديد من المشاريع.

ولذلك نقول: إنَّ توقيت إقامة المعرض يمثل فرصة لتسليط مزيد من الضوء على تفعيل التعاون الاقتصادي؛ سواءً على المستوى الحكومي أو الخاص بين البلدين، وما يتضمنه معرض الصناعات السعودي العُماني بالرياض من جلسات حوارية وورش عمل وعرض المنتجات الوطنية ولقاءات بين المهتمين في الشأن الاقتصادي؛ مما يمثل تجربة استثنائية فريدة لمن يشارك أو يحضر هذه الفعالية المهمة.

ختامًا.. لا شك أن مثل هذه الأحداث والفعاليات تمهد الطريق نحو تعزيز الآفاق الواعدة في الجانب الاقتصادي بين البلدين، والعمل على تعزيز التعاون بين رجال الأعمال في البلدين الشقيقين من خلال تسهيلات محفزة، إلى جانب معالجة التحديات، وتحديد أرقام ونسب مستهدفة؛ مما يعزز تكاملية الأدوار وتحقيق مختلف التطلعات لدى المهتمين في البلدين، وبصفة خاصة في الجانب الاقتصادي والاستثماري والسياحي، وكلنا أمل في الإعلان عن شراكات جديدة وتعاون قريب بين البلدين الشقيقين الذين تجمعهما أواصر القربى والعادات والتقاليد والمصير المشترك.