التمسك بالدين والتقاليد لا يُضعف الأمة

 

أحمد بن موسى البلوشي

ما نشاهده اليوم من تطور حاصل في جميع نواحي الحياة سواء كان تطورا معرفيا، أو تكنولوجيا، أو صناعيا، أو غيره من التطورات؛ يؤثر على مجريات الحياة إيجابًا وسلبًا، فالتطور سهَّل لنا الكثير من الإجراءات والأمور والعمليات؛ بل ووفر لنا الوقت والجهد.

لكن في نفس الوقت، نُلاحظ أن هذا الانفتاح والتطور أثّر تأثيرًا سلبيًا على تكوين وتربية هذا الجيل، نعم جميعنا مع التطور والتقدم والانفتاح، ولكن ليس على حساب ثقافتنا الإسلامية ومبادئنا وعاداتنا وتقاليدنا، ما الذي يجعلنا ننسلخ من هويتنا الإسلامية والاجتماعية؟ ما الذي يمنعنا أن نُربِّي أطفالنا على مبادئ الدين الحنيف وعلى عاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية؟ ما نشاهده على أرض الواقع اليوم لهو دليل واضح على أننا ابتعدنا بصورة كبيرة عن المبادئ الإسلامية وعن العادات والتقاليد التي تربينا وتعودنا عليها، بل وللأسف أصبح البعض يُحارب هذا الفكر؛ فكر العادات ومبادئ الدين، ويتَّهمك بالتخلف والرجعية ويتغنى بهذه العبارة: "الناس وصلت القمر وأنت بعدك هنا على الأرض"، يقول علي الطنطاوي: "الإسلام لا يُعارض العلم الصحيح، ولا الفن النافع ولا الحضارة الخيرة، وإنه دين سهل رحب مرن".

ويجب علينا جميعًا أن نعي أننا في عصر كثرت فيه الأدوات التي يتعلم منها الطفل، وهذه الأدوات أثرت على ثقافته الإسلامية وغيرت من عاداته وتقاليده التي ترعرعنا عليها، فإذا لم ننتبه جيدًا لهذه الأدوات سنحصل على جيل لا يمتلك من ثقافته الإسلامية ومن عاداته وتقاليده الا القشور. فقيم الدين الإسلامي، والعادات والتقاليد توفر البيئة المستقرة للأطفال، وتحسن من سلوكهم، بل وتساعد في تنمية الشعور لديهم بالالتزام والانتماء، يقول ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق: "حب التقاليد لم يضعف أمة قط، بل طالما أعطاها القوة في ساعات الخطر".

وقد أكد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- أن تربية الأبناء لا تتم عبر شبكات التواصل الاجتماعي؛ بل هي جزء من أصل المجتمع العماني، مشددًا جلالته على أنَّه "عندما يتشرب أبناؤنا عاداتنا وتقاليدنا والتمسك بالأسرة والمجتمع" يتحقق نجاح المجتمع. وحث جلالته- أبقاه الله- أفراد المجتمع على المحافظة على "إرثنا وترابطنا الاجتماعي، وعلى تربية أبنائنا وبناتنا التربية الصالحة"، مؤكدًا أن "بناء الأوطان من بناء الشباب"، وهذه رسالة واضحة على أهمية تربية الأبناء بتعاليم الدين الإسلامي وتمسكنا بالعادات والتقاليد التي تربينا عليها.

 

لو سألنا أنفسنا هذا السؤال: ما العادات الدينية والتقاليد العائلية والمجتمعية التي ظلت حيَّة ونمارسها في الوقت الحاضر؛ سواء على مستوى المجتمع الذي نعيش فيه أو على مستوى الأسرة، من خلال الإجابة على هذا السؤال يتضح لك نوعية التربية التي يتحلى بها هذا الجيل، وقيمة هذه العادات والتقاليد التي يتمسكون بها، إنَّ الالتزام بتعاليم الدين وبالعادات والتقاليد التي تربينا عليها يُعتبر مصدر قوة وعزة لنا؛ لذلك وجب علينا المحافظة والتمسك بها.

تعليق عبر الفيس بوك