11 ألف مؤسسة تطلب الشهادة للتوظيف أو قبول الطلاب للدراسة

"الآيلتس" يتحول إلى ضرورة عملية وأكاديمية.. وخبراء: الامتحان معيار أساسي لاختبار إتقان الإنجليزية

الرؤية- سارة العبرية

أصبح الحصول على شهادة اجتياز اختبار "الآيلتس" بمعدل مُرتفع، أمرا ضروريا عند التقدم إلى فرصة عمل أو منحة دراسية تتطلب تقديم شهادة هذا الاختبار ضمن مستندات التقديم، حيث يعتمد اختبار الآيلتس الأكاديمي الدولي على قياس مستوى الطلبة في اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى وجود اختبارين في هذا الإطار هما اختبار الآيلتس الأكاديمي والآيلتس التدريب العام.

وتمَّ تطوير نظام اختبار اللغة الإنجليزية الدولي "الآيلتس" من قبل خبراء تقييم اللغة والهيئات المهنية في العالم، وهو مُعترف به دوليًا كأحد اختبارات إتقان اللغة الإنجليزية الرائدة، حيث تقبل أكثر من 11000 مؤسسة في أكثر من 140 دولة شهادات الآيلتس، وتشمل هذه المؤسسات الجامعات والمدارس والكليات ومؤسسات التدريب الأكاديمية والمهنية والصناعية والشركات متعددة الجنسيات وأرباب العمل بالإضافة إلى الدوائر الحكومية وسلطات الهجرة.

"الآيلتس" الأكاديمي

تؤكد الدكتورة زكية بنت سالم الندابية نائبة مديرة مركز الدراسات التحضيرية بجامعة السلطان قابوس، أن اللغة الإنجليزية باتت أساسية في التعليم لدى كثير من مؤسسات التعليم العالي على المستوى المحلي والدولي، لافتة إلى أنَّ نتيجة اختبار الآيلتس تعتبر معيارا للتأكد من توافق مستوى اللغة الإنجليزية مع المستوى المطلوب للدراسة بهذه المؤسسات.

وتشير إلى أنَّه في جامعة السلطان قابوس، يُمكن للطلبة المقبولين إحضار ما يثبت استيفاءهم لشروط اللغة الإنجليزية، والحصول على درجة 5.0 في اختبار الآيلتس الأكاديمي أو ما يُعادله، وألا يقل المعدل عن 4.5 في إحدى المهارات وهي القراءة والاستماع والكتابة والتحدث، وألا تقل صلاحية الشهادة المُقدمة عن عامين من تاريخ إصدارها، مضيفة أنَّه بناءً على هذا الإثبات يعفى هؤلاء الطلبة من إجراء اختبارات تحديد المستوى في اللغة الإنجليزية ومن الدراسة في البرنامج التأسيسي للغة الإنجليزية بمركز الدراسات التحضيرية بالجامعة.

وتتحدث الندابية عن وجود اختبارات أخرى معترف بها عالميا مثل التويفل، إلا أن اختبار الآيلتس هو الأكثر قبولاً في البرامج الأكاديمية، لأنه معيار لمستوى اللغة في المهارات المطلوبة للتواصل الأكاديمي، لافتة إلى أن مركز الدراسات التحضيرية يقوم  بإنشاء مركز اختبارات متخصص بالآيلتس وذلك بالشراكة مع كل من (British Council, IDP: IELTS Australia (IDP: IA) and University of Cambridge English Language Assessment)، وبما يتلاءم مع الشروط المطلوبة لإجراء وتصحيح الاختبارات وخصائص الكادر القائم على هذه الاختبارات.

وتفيد الدكتورة زكية بأن مركز اختبارات الآيلتس يقوم بخدمة مجتمع الجامعة بإتاحة اختبارات الآيلتس في رحاب الجامعة لشريحة معينة، مثل طلاب وخريجي الجامعة وموظفي الجامعة ومستشفى الجامعة وأولادهم وأزواجهم، كما يقدم مركز الدراسات التحضيرية دورة تحضيرية لاختبار الآيلتس بالتعاون من مركز خدمة المجتمع والتعليم المستمر بالجامعة، حيث يُسهم مركز الاختبار في الحصول على عوائد مادية.

"الآيلتس" التدريب العام

أما اختبار الآيلتس "التدريب العام"، فتذكر الدكتورة زكية، أنه مخصص لمن يرغب في الذهاب إلى البلدان غير الناطقة باللغة الإنجليزية للتعليم الثانوي أو خبرة العمل أو برامج التدريب، موضحة أنه يعدُّ أيضًا مطلباً للهجرة إلى أستراليا وكندا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة، حيث يركز الاختبار على مهارات التواصل الأساسية.

وتضيف أن اختبار الآيلتس مملوك بشكل مشترك من قبل رواد عالميين في تدريس اللغة الإنجليزية وتقييمها British Council و IDP: IELTS Australia and Cambridge Assessment English، كما أن القائمين على اختبارات الآيلتس متخصصون في اللغة الإنجليزية ومؤهلون ومدربون ومعتمدون، ويتم قياس الاختبار وفقًا للمعايير الدولية، ولذلك فالاختبار محل ثقة لدى مؤسسات التعليم المحلية والعالمية.

وتتابع الندابية أن رسوم الاختبار تكون عالية لأن وجود معيار لقياس مستوى اللغة على مستوى دولي ومحلي وإجراء وتصحيح هذه الاختبارات يتطلب توفير موارد متعددة من قبل مراكز الاختبار، والتي لولاها لا يمكن الاستمرار في تسيير أعمال مراكز الاختبارات.

وبحسب الندابية، فدائمًا ما تنصح دائرة البعثات الخارجية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، الطلبة الراغبين في الحصول على منح دراسية في الخارج بضرورة الخضوع لاختبار الآيلتس على اعتبار أنه أحد شروط القبول بالجامعات والمؤسسات التعليمية على مستوى العالم، والذي على أساسه تقوم هذه المؤسسات بتحديد مستوى اللغة ومدى استيفاء المتقدمين للدراسة لشروط القبول، ومن ثم أخذ القرارات المناسبة بشأن طلبات الالتحاق بالمؤسسة التعليمية، والتي قد يكون من ضمنها القبول المشروط بإكمال برنامج دراسي تأسيسي يركز على تحسين اللغة الإنجليزية لتمكينهم من فهم واستيعاب المقررات الدراسية الجامعية، أو الإعفاء من دراسة هذا البرنامج والقبول غير المشروط.

وتؤكد: "عند عدم إبراز هذه الشهادة أو ما يُعادلها قد يتم رفض الطلبات أو يكون قبول الطلبة بالمستويات الأدنى من مقررات اللغة الإنجليزية، وهذا قد يؤدي إلى زيادة الرسوم الدراسية والإطالة في مدة المنحة الدراسية". 

كتاب "الآيلتس"

ويعد كتاب (Reading for IELTS) من الكتب الملائمة للدراسة الذاتية ويمكن استخدامه في دروس دورات التحضير لاختبار الآيلتس، وهو موجه للأشخاص الذين يتراوح مستواهم في مهارة القراءة الأكاديمية بين 5 و 5.5 ويرغبون في دخول اختبار الآيلتس والحصول على درجة 6 أو أعلى.

ويعتبر الكتاب أداة متميزة لتدريب الطلبة على توظيف مهاراتهم المكتسبة في القراءة من أجل التعامل مع استراتيجيات الأسئلة المختلفة التي سيواجهونها في الاختبار، حيث يتضمن الكتاب أنشطة تدريبية تتطلب حوالي 50 ساعة لحلها، وهو مقسم إلى 12 وحدة لكل منها موضوع محدد.

ويوضح المجلس الثقافي البريطاني أنه يتم قبول اختبار الآيلتس الأكاديمي في جميع الدول، مع الأخذ في الاعتبار أنَّه في حال الحصول على بعثة دراسية إلى المملكة المتحدة، وبناءً على المؤهل المدرسي "دبلوم التعلم العام" أو عدم استيفاء متطلبات القبول المباشر لدى الجامعة، يستدعى الوضع الالتحاق ببرنامج تأسيسي في المملكة المتحدة أولا، وعندها يتطلب التقدم لاختبار الآيلتس الأكاديمي للتأشيرات والهجرة إلى المملكة المتحدة "UKVI" لضرورة استخراج التأشيرة.

وينبه المجلس إلى أن النتائج الجيدة في اختبار الآيلتس لا تمنح الأفضلية في التنافس للحصول على بعثة دراسية، ولكن هناك بعثات تنافسية تحدد الحد الأدنى للدرجة المطلوبة للمنافسة عليها؛ وأنه لا داعي للقلق بشأن المستوى المتدني للغة الإنجليزية، نظرا لوجود فرصة لتحسين مهارات اللغة قبل الشروع في الدراسة الجامعية في حال عدم التأهل للمستوى اللغوي المطلوب للدراسة  في مؤسسة ما؛ حيث يتم هذا في إطار زمني محدد بناءً على الضوابط والشروط المتبعة لدى المؤسسة التي ستتم فيها الدراسة.

وتحدثت علياء بنت علي العبرية حاصة على الماجستير، عن تجربتها في اختبار الآيلتس قائلة: "يعتبر الآيلس تجربة علمية مفيدة بالنسبة لي؛ حيث إنه يلزمك بالقراءة والكتابة والاستماع والتحدث باللغة الإنجليزية بطريقة مستمرة للحصول على المعدل المطلوب، وليس هذا فحسب وإنما يتيح لك الفرص لممارسة اللغة الإنجليزية قراءة وتحدثا واستماعا وكتابة في كل جوانب الحياة، ويساهم في متابعة أخبار العالم باللغة الإنجليزية، ويخلق  السعي نحو تطوير وتحسين مهارات اللغة الإنجليزية".

وتوضح: "واجهتني تحديات كثيرة في هذا الجانب، ولكن بالتعلم والصبر والتوكل على الله، وممارسة جميع التطبيقات بالطريقة الصحيحة وصلنا للهدف المنشود".

تعليق عبر الفيس بوك