منتخبنا في ميزان التحليل الرياضي: كيف ينتزع "الأحمر" كأس الخليج؟

الرؤية- وليد الخفيف

بات ظهور منتخبنا الوطني لكرة القدم بأداءٍ أفضل في المباراة الأخيرة من الدور الأول ضمن منافسات بطولة كأس الخليج لكرة القدم "خليجي 25"، مرهون بنجاح المدرب برانكو إيفانكوفيتش، في التحضير الفني ودراسة المنافس، ورفع مستوى الثقة لدى اللاعبين وتحفيزهم وتهيئتهم نفسيًا، تزامنًا مع اختيار التشكيلة المثالية وطريقة اللعب المناسبة لإمكانات اللاعبين، ثم القراءة الفنية الدقيقة خلال عمر المبارة بالكامل، وما تتضمنه من تغييرات تصنع الفارق من مقعد البدلاء، وتعديلات تكتيكية في طريقة اللعب والأسلوب والمراكز داخل أرضية الميدان، وفق سيناريوهات اللقاء.

وما زالت الكرة في المعلب ونقطة التعادل أمام الأخضر السعودي كافية لبلوغ نصف النهائي.

ولم يظهر منتخبنا الوطني بأدائه المعهود في المباراتين الماضيتين أمام العراق واليمن، فالتوفيق سانده في المباراتين بعد قراءة فنية غير دقيقة من قبل المدرب، وتراجع مستوى أداء اللاعبين على نحو غير مبرر، وأمسى تصحيح المسار واجبًا لتجاوز الأخضر، وحجز مقعدٍ في نصف النهائي، والمضي قدمًا نحو طباعة النجمة الثالثة.

ويبدو أن الأحمر بحاجة للعودة لطريقة لعب 4-2-3-1، التي تضمن وجود لاعبين في وسط الارتكاز (حارب السعدي وأرشد العلوي)؛ ليتمكن من الضغط والاستخلاص، فضلًا عن انسجامها مع إمكانات المنذر العلوي كطرف أيسر، وجميل اليحمدي الطرف الأيمن، ووجود صلاح اليحيائي كصانع لعب حر تحت رأس الحربة الصريح عصام الصبحي.

وتسببت طريقة 4-3-3 في فقدان منتخبنا لخطورة الأطراف مع ضعف العطاء الفني الهجومي للظهيرين أحمد الكعبي ومحمود مبروك، فيما ظهر الصبحي منعزلًا، إلى جانب هشاشة المنظومة الدفاعية بوجود لاعب واحد (حارب السعدي) في وسط الارتكاز وتقدم أرشد إلى الأمام، وعدم تطبيق شكل واضح للضغط على حامل الكرة، وسهولة الاختراق، نظرًا لافتقاد الفريق الشراسة في استخلاص الكرة.

منتخبنا افتقد كذلك لخدمات أمجد الحارثي الظهير الأيمن وبديله محمود مبروك، لدواعي الإصابة، لذا من المحتمل فقدان خدمات الخميسي في قلب الدفاع، الذي سيعمل على مِلْء هذا المركز، وإن كشفت مباراة اليمن أهميته بجانب جمعة الحبسي في قلب الدفاع.

ومن خلال المستويات التي قدمها اللاعبون، تبدو التشكيلة المثالية للأحمر مكونة من إبراهيم المخيني أو فايز الرشيدي، ويحدد أيهما مدرب حراس المرمى، وفي خط الدفاع أحمد الكعبي الظهير الأيسر، وجمعة الحبسي ومحمد المسلمي في قلب الدفاع، وأحمد الخميسي الظهير الأيمن، وفي الارتكاز حارب الحبسي وأرشد العلوي، وجميل اليحمدي الطرف الأيمن، والمنذر العلوي الطرف الايسر، وصلاح اليحيائي صانع لعب تحت رأس الحربة الصريح عصام الصبحي.

ولم تُحدث تغييرات برانكو أي جديد على مستوى الأداء خلال المباراتين الماضيتين؛ بل إن بعض التغييرات من الصعب فهمها، لدرجة أن آخر 10 دقائق في مباراة العراق لعب الأحمر بسبعة لاعبين يغلب عليهم الطابع الدفاعي، وتشابه الأمر أمام اليمن، ورغم ذلك  لم يتحسن المستوى الدفاعي للفريق، لذا فإن التغييرات لا بُد وأن تكون نوعية تحمل هدفًا تكتيكيًا بعيدًا عن الكم الدفاعي أو تغيير مركز بمركز، إلّا في حالة الضرورة.

إلى ذلك، نال مدرب المنتخب العراقي عبارات الإشادة، باعتباره الأفضل في الجولة الثانية، بغض النظر عن الفوز، وإنما لجملة التغييرات والتبديلات التي أجرها وأسفرت عن وجهٍ مغاير للمنتخب العراقي أمام السعودية.

تعليق عبر الفيس بوك