متى يُتخذ القرار؟

 

وليد بن سيف الزيدي

عندما يكتشف الطبيب أن مريضه مصاب بمرض ما، يقوم بعقد عدة مشاورات مع المُحيطين به والبعيدين عنه من الأطباء كدعم وتأكيد لمعرفته حول نوع ودرجة المرض الذي اكتشفه وآلية علاجه. ثم بعد ذلك يأتي اتخاذ القرار بناءً على تلك المشاورات المدعومة بدراسات ونتائج وتجارب وخبرات وخطط دقيقة ومُعلن عنها. وبعد ذلك تأتي مرحلة أخرى، وهي مرحلة المتابعة الدورية لقياس مدى فعالية العلاج المخصص لهذا المرض وكتابة التقارير حوله من أجل اتخاذ قرار آخر يفيد بإمكانية الاستمرار في نفس العلاج في حالة تحقق نتائج حسنة، أو إيقافه واستبداله بنوع آخر من العلاج في حالة عدم تحقق ما ينفع المريض. ثم بعد ذلك يتم إعلان نتائج تلك الحالة أو التجربة أو الخبرة التي جرت بين الطبيب والمريض بما فيها من جوانب حسنة وسيئة بهدف إثراء المعرفة الطبية المتعلقة بهذه الحالة وإمكانية الرجوع إليها كلما دعت الحاجة إليها من قِبل أطباء ومؤسسات أخرى.

إذن نفهم من الأسطر السابقة أن هناك عدة خطوات قام الأطباء باتخاذها قبل وبعد اتخاذ قرار العلاج للحالة المرضية. حيث بدأت تلك الخطوات بتحديد المشكلة التي تمثلت في معاناة المريض من ألم في جزء معين من جسمه، تلتها خطوة التشخيص والبحث عن أسباب ذلك الألم، ثم تلتها خطوة الكشف عن نوع المرض ودرجته، ثم تلتها خطوة التشاور بين عدد من أصحاب الاختصاص من الأطباء حول الحالة المرضية مستفيدين من التجارب والنتائج السابقة والمماثلة لنفس هذه الحالة المرضية. ثم بعد تلك الخطوات تم اتخاذ القرار باستخدام نوع معين من العلاج الذي يناسب طبيعة وتركيبة جسم المريض. وبعد اتخاذ القرار في تحديد نوع العلاج، أتت مرحلة أخرى تمثلت في متابعة المريض بشكل دوري للتأكد من مدى مناسبة العلاج له؛ حتى يتم اتخاذ قرار آخر يفيد بالاستمرار في نفس العلاج أو استبداله بعلاج آخر بناءً على المعطيات والبيانات التي جمعت بشكل دقيق بعد اتخاذ القرار الأول بتحديد نوع العلاج. 

وعليه؛ فإنه من الجيد بعد الكشف عن وجود مشكلة ما سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات، اتباع نفس تلك الخطوات قبل وبعد اتخاذ القرار في أي جانب من جوانب الحياة وعلى مختلف المستويات المجتمعية والمؤسسية.

فهل تمَّ اتخاذ تلك الخطوات بداية من تحديد المشكلة ووضع خطة العلاج والتأكد من الإمكانيات المُتاحة داخل المحافظات التعليمية من قِبل الجهات المعنية بالتعليم المدرسي قبل اتخاذ قرار تنفيذ الحصة الدراسية أثناء فترة الامتحانات النهائية؟ وبعد اتخاذ القرار وتنفيذه هل يتم في هذه الأيام جمع البيانات الدقيقة من المُعلم والطالب وولي الأمر لتساعد على إبقاء العمل بالقرار المُتخذ من عدمه؟ ألم يكن من الأفضل تطبيق هذا القرار على عدد محدود من المدارس القريبة من اللجان التي ستشرف عليها، ثم بعد ذلك يعمّم على باقي المحافظات التعليمية بناءً على ما تم ملاحظته أثناء تنفيذ القرار في تلك المدارس؟

تعليق عبر الفيس بوك