ماذا لو كان؟!

 

غزلان البلوشية

 

في الحياة هناك الكثير من الأمور والتغيرات والصعوبات التي تجعل من أصحاب الهمم العالية في تسخير فكرها بصفة مستمرة والعمل على كيفية الاستفادة من التغيرات الناتجة من البيئة المحيطة وتسخيرها لصالح أفراد المجتمع وهذا ما يعود إليه التفكير الناقد، استغلال المخاطر لتتحول إلى فرص يستفيد منها الجميع وبصورة إيجابية.

ولكن يترك الموضوع في عملية التطبيق لأصحاب الدعم والمساندة ومتخذي القرار من أجل أن يدفعوا بأصحاب الهمم العالية والمبادرات المجتمعية أن تبرز أعمالهم للظهور بمستوى قدراتهم الإبداعية والفكرية والتي تساهم في رفع مستوى ثقافة المجتمعات ومن أجل ذلك وضعت بين أيديكم "ماذا لو كان". وحتى لا أطيل عليكم الحديث، سمعنا عن الأحداث الأليمة حول السكتات القلبية وسقوط الأشخاص من كبار السن وحتى فئة الشباب؛ حيث تتكرر هذه المشاهد المأساوية باستمرار ويظهر المحللون والناقدون دون جدوى من إيجاد حل جذري يمنع من تكرار هذه المشاهد ولكن للأسف تتكرر وكأنها من العقد الصعبة والتي يمكن حلها، تذكرت مسائل الفيزياء وكيف نجلس ساعات لحلها من أجل فهمها فالطريقة والموضوع ليس له صلة شبه ولكن يصعب تفسيره لماذا لا يوجد هناك طرح حلول تساعد.

هنا أطرح لكم أسئلتي هل تنظيم دورات وورش أمر مُجدٍ؟ وهل هناك طريقة تستطيع التغلب على تكرار المشكلة وذلك لعدم التصرف الصحيح؟ وكأنه من سابع المستحيلات إيجاد الحل الأمثل. لماذا لا يُؤخذ بآراء المدربين وطرح الموضوع طرق تعليم وتدريب أفراد المجتمع في حال حدوث مثل هذه الحوادث؟؟

هنا سأضع فكري.. ماذا لو كانت البداية في توفير أجهزة تعلم الزوار في كل من المطارات والمولات التجارية تتمثل هذه الأجهزة في التعلم على كيفية عمل الإنعاش القلبي تحت أيدي أكفاء في هذا المجال وبشكل دوري وخاصة لو فرضنا رجلاً يتسوق مع زوجته وأنتم على علم كيف تتم عملية التسوق مع النساء هنا من الممكن للزوج أن يترك زوجته تتسوق والقيام بتطبيق على التدرب بعملية الإنعاش القلبي في الأماكن المخصصة للتدريب أثناء فترة التسويق استغلالاً للوقت تتوقع ماذا يستفيد؟ لو راجعنا الموقف قليلاً، نجد أن المرأة تسوقت والرجل استفاد من الوقت بشيء مفيد، كأني أقول "نضرب عصفورين بحجر واحد" توقع لو مجموعة من الشباب وبنفس الطريقة وكذلك مجموعة نساء وتوقع لو كانت أسر من مختلف الأعمار لوجدت أن عددا من زوار المولات التجارية، إضافة إلى مشروع الموج مسقط (وجهة سياحية لجميع الأفراد من مختلف الجنسيات) يخرجون وهم قد اكتسبوا مهارة بطريقة صحيحة، وفي ذلك هو الحال في المطار استغلالًا لوقت الانتظار وهي فرصة في تعلم مهارة الإنعاش القلبي.

ماذا لو كان يستغل أصحاب الذكاء الاصطناعي في عمل تقنية مثل الذي متوفر في المطارات الأوروبية لتقييم أداء المتدرب؟ ماذا كان يستطيع تطبيق مهارة الإنعاش القلبي أم لا؟ كم مرة أرى المقطع في قنوات اليوتيوب وأطرح نفس السؤال؟ لماذا لا أجدها في مطاراتنا، ليستفيد منها الجميع؟ ماذا لو كان موجوداً أو حتى يوجد شاشات كبيرة تضع آلية تطبيق على الأقل تزيد من وعيهم في هذا الموضوع؟

وفي نفس الوقت خطرت على بالي فكرة فعلًا لو تم استغلالها لكان من ورائها فائدة عظيمة، وهي ماذا لو كان يتم استغلال الشاشات الكبيرة في طرح موضوع الإنعاش القلبي وكيفية التطبيق ومتى يحدث وماهي الخطوات، خاصة عند وقوف السيارات عند إشارات المرور يستغل وقت وقوفهم بشكل مفيد وفي التسوق في السوق وفي ممرات ممارسة الرياضة تجد شاشات كبيرة جداً ولكن ماذا تعرض؟ السلع التي يرفض الناس شراءها لا مانع من ذلك لأنهم يسعون وراء زبائن ليزيدوا من نسبة مبيعاتهم ولكن ماذا لو كان تتوفر شاشات كبيرة تعرض فيها مهارة تطبيق الإنعاش القلبي ولو كانت لمدة قليلة للتذكير، هل ستفقد من نسبة مبيعاتهم؟! لا أعتقد في ذلك!

في الأماكن العامة لم لا؟ لكن يدور في ذهني سؤال محير!!!!لماذا لا تعتبر مهارة الإنعاش القلبي مهمة في مجتمعنا؟! لماذا تعتبر كأنها مضيعة للوقت؟! رغم أن المهارة ضرورية وخاصة ما يحدث في حياتنا الواقعية من سكتات قلبية! وأنت مكتوف الأيدي ليس لديك القدرة والمهارة لعملية التصرف وتنظر للمصاب وهو ملقى على الأرض وهو في أمس الحاجة إلى مساعدتك! كيف يكون شعورك من بعد أن تشاهد بمثل هذا الموقف، هل تكون مرتاح البال؟!

من ناحية أخرى المكاتب الوزارية كم موظف متدرب في مهارة الإنعاش القلبي، وتحديدا حراس الأمن كم واحد يمتلك هذه المهارة ويتقنها؟ وكذلك المدارس والجامعات والكليات والمعاهد

سؤال ماذا لو وضع مقياس يقاس فيه كم شخص على مستوى الوزارات متعلم ومتمكن في مهارة الإنعاش القلبي، توضح النتائج الأعداد ومتى تدربوا آخر مرة لوضح متى احتياجهم للمهارة المذكورة أعلاه.

ماذا لو تم توفير مدرب في مجال الإنعاش القلبي في الصالات الرياضية لمعرفة التصرف عند حدوث السكتات القلبية؟ وكيفية التعامل معها؟ سمعنا حالات سقوط ولا يوجد من يتعامل معها راح وراءها ضحايا أرواح شبابية.

ستظل أفكار في داخلي وأتمنى أن أجدها على أرض الواقع لما لها من أهمية، كيف سيكون الحال؟ أبقى في حالة أمل متواجد في أن سيتغير إذا طبق أسلوب الاستماع إلى الأفكار والتخطيط الصحيح ورسم الرؤية الواضحة مع دعمها بالرسالة لتخرج منهما الأهداف الصحيحة لصنع المسار للتطبيق وبخطى واثقة.

تعليق عبر الفيس بوك