د. خالد بن علي الخوالدي
تميزٌ، إبداعٌ، ثقةٌ، كفاءةٌ، جرأةٌ، إقدامٌ، عزيمةٌ، تفكيرٌ متطورٌ، تحملٌ للمسؤولية، رؤيةٌ بعيدة المدى، تفرُّدٌ.. كل هذا وأكثر هو ما حققته وزارة الداخلية والجهات الحكومية الأخرى المُساندة في انتخابات أعضاء المجالس البلدية للفترة الثالثة، ونُقلة نوعية غير معتادة وتحول رقمي غير مسبوق، سبق الكثير من الدول حتى المتقدمة منها، جعلنا نشعر بالفخر والسعادة والاعتزاز بما تحقق من منجزٍ وطني كبير جدًا.
ليس من السهولة الإقدام على تطبيق هذه الخطوة الجديدة في انتخابات بلدية ينظر إليها كل الشعب، وتنظر لها دول عديدة من خلال وسائل إعلامها التي حضرت للتغطية الإعلامية، فالخطأ في مثل هذه الأمور ممنوع، والمجازفة خطيرة وعواقبها وخيمة، ولا بُد من توقع كل الاحتمالات خاصة في استخدام الجوانب الإلكترونية والتكنولوجية، فلا مجال للتأويلات ولا الأعذار ولا التكهنات، كان لا بُد من دراسة الأمر من كل جوانبه وتحمل مسؤولية هذه الخطوة، وهذا ما فعلته وزارة الداخلية مشكورة بكفاءة مُنقطعة النظير.
وتطبيق "أنتخبُ" يطبق لأول مرة في سلطنة عمان وفي الانتخابات، وهي خطوة مباركة من وزارة الداخلية، تدُل دلالة واضحة على أننا قادرون على التميز والإبداع والتفكير خارج الصندوق، قادرون على صناعة فارق يجعلنا في مصاف الدول المُتقدمة، ويرسل رسالة واضحة وجلية لكل المؤسسات الحكومية بأن العمل الجاد والثقة في قدرة شباب الوطن هي ما سيجعلنا ننطلق نحو تحقيق آفاق أوسع لبلدنا الحبيبة ووطننا الغالي. وهذه الثقة لن تتحقق دون عوامل النجاح والجرأة والإقدام، ورسالة أيضًا بأن استخدام التكنولوجيا الرقمية أصبح واقعًا وعلينا العمل سريعًا نحو مزيد من التحول الرقمي في كل مؤسسات الدولة.
إنَّ وزارة الداخلية مشكورة قدمت لنا نموذجًا مشرفًا علينا الاقتداء به وتطويره، فالكل يشيد بهذه الخطوة التي عملت على تقديم انتخابات بلدية سهلة وبسيطة وميسرة وسلسة وتتميز بالسرعة والشفافية والوضوح والأمانة والسرية، ووفرت المال والجهد والوقت، ولم نعد ننظر لتلك السلبيات التي كانت تحدث في وقت الانتخابات، لم نرَ التجمعات الكبيرة والصخب ومراجل العيش وأنواع العصائر والمخيمات.. أما هذه المرة وفي يوم الانتخاب كانت الأجواء هادئة، والفرصة مواتية ليكون الناخب صادقًا ونزيهًا، فلا مجال لتدخلات قبلية ولا مناطقية ولا غيرها، الناخب أمام هاتفه يُرشح من يرى فيه الصلاح والقدرة والأمانة والمسؤولية، أما من غلبه هواه وضيع الأمانة بالتصويت لمن لا يستحق فأمره إلى الله.
شكرًا وزارة الداخلية ولمعالي السيد حمود بن فيصل البوسعيدي الموقر، على الإنجاز المشرف والنجاح الباهر والخطوة المتميزة في استغلال التكنولوجيا والتقدم الإلكتروني.. شكرًا لكل المؤسسات الحكومية الداعمة، شكرًا للقائمين والمسؤولين عن تطبيق "أنتخبُ"، ونبارك لكل من وصل لتمثيل ولايته في المجلس البلدي، وندعو الله لهم بالتوفيق والنجاح، سائلين المولى العلي القدير أن يحفظ عمان وسلطانها وشعبها ويحقق النجاح تلو النجاح لهذا البلد العزيز..
ودمتم ودامت عُمان بخير.