قطر.. حالة استثنائية وبطولة عالمية

 

محمد العليان

لا تقل لدي "حلم"؛ بل قل لدي "رؤية أُحققها".. لا تقل أواجه "عقبات"؛ بل قل لدي "تحديات"، أريد تجاوزها.

أسدل الستار على أعظم بطولة في التاريخ وأوفت دولة قطر بوعدها وحققت حلمها بتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، بطولة تاريخية واستثنائية بتنظيم أكثر من رائع. شهر كامل كان استثنائيًا بأحداثه وفعالياته وتنظيمه وأنشطته المختلفة الرياضية والثقافية والفنية والتراثية في دوحة الجميع، دوحة الرياضة العالمية. استمتع الجميع من كل أنحاء العالم بهذا العرس الكروي الرياضي الذي احتضنته قطر، رغم الصعوبات والتحديات، ورغم أنف من أراد إفشال البطولة بأيِّ طريقة وأسلوبٍ والتقليل منها، فهناك من شكك في قطر وكيف لدولة صغيرة المساحة احتضان الملايين من الجماهير والمشجعين من جميع أنحاء العالم، لكن قطر بأميرها تميم المجد، وحكومته وشعبه وقفوا في وجه كل من يُريد أن يُقلل من البطولة، وأظهروا العزيمة والإصرار والصبر والقوة، والتي كانت شعار قطر في تنظيم الحدث العالمي الكبير.

نعود إلى البطولة نفسها ونقول إن الكرة أنصفت المنتخب الأرجنتيني، فبعد أن خسر من المنتخب السعودي تغيَّر شكل ولون الفريق بمستوى تصاعدي، من مباراة لمباراة، حتى وصل إلى التتويج بالكأس على حساب المنتخب الفرنسي، في مباراة مجنونة في أحداثها ومستواها وأهدافها، حتى وصلت إلى ضربات الترجيح والتي أنصفت النجم ميسي ورفاقه، وتُوِّجوا ببطولة استثنائية في كل شيء.

البطولة كانت مسك الختام لمسيرة النجم الأرجنتيني "الشيخ ميسي"، إذا حقق بهذه البطولة جميع الألقاب الكروية، وأصبح لاعبًا استثنائيًا وسوبر، والأعظم في التاريخ الكروي.

النجاحات والفوائد والمكاسب كانت كبيرة لدولة قطر وللعالم العربي؛ منها نشر ومعرفة الثقافة والتاريخ والتراث والأخلاق والدين الإسلامي والمعاملة للإنسان المسلم العربي وللأمة العربية، وخاصة الشعب القطري؛ كون البطولة في أرضهم ووطنهم، فالشعب القطري والعربي أعطى دروسًا في كيفية احترام الإنسان للإنسان، والشعوب للشعوب.

لقد صدح قارئ القرآن الكريم بصوته في حفل افتتاح البطولة، وأكد أن الدين الإسلامي يحارب الفرقة والخصام، ويحث على التعارف والتعاون بين الأمم. أكدت هذه البطولة أن العالم العربي والإسلامي يعارضون بشدة كل دعوات الشذوذ والرذيلة، وأظهرت حقيقة الدين الإسلامي بسامحته وأخلاقه السامية، إضافة إلى رفع العلم الفلسطيني مرفرفًا في الملاعب القطرية ومشاركًا أفراح المنتخبات والجماهير العربية في البطولة.

دولة قطر الشقيقة برهنت أنها حالة استثنائية في كل شيء، من بنية أساسية مُذهلة وملاعب رائعة وفنادق ومتنزهات وساحات وأسواق وشواطئ وطرق ومترو وحضارة وتطور في كل المجالات، إلى جانب الشعب القطري الراقي في تعاملاته وأخلاقه، وأمير البلاد الشاب الخلوق المتواضع الأنيق، المتقدم في أفكاره وتطلعاته، والأمير الوالد الشيخ حمد آل ثاني الأب والسند والمفكر والعضد لابنه تميم المجد.

ماذا سنقول وماذا سنروي للأجيال القادمة، ونخبرهم عن الحلم الذي أصبح حقيقة وتحقق على أرض قطر العربية.. إنه فخرٌ لكل العرب ولكل رياضي قطري وعربي. إنَّنا سنروي لأبنائنا أن قوتنا في وحدتنا وإرادتنا والتمسك بديننا وقيمنا.. فشكرًا دولة قطر.

*****

آخر الكلام: الحكمةُ أفضل من القوة.