ورحل الرجل ذو الخلق الرفيع

‏راشد بن حميد الراشدي
 عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية
—————————
يستقبلك بابتسامة عريضة وأيادٍ كريمة تصافح القلوب والنفوس قبل الجسد يبادرك بالسؤال عنك وعن أهلك في محبة وتودد بتواضعً جم وابتسامته نابعة من حسن سريرته وجمال خُلقه .
دائم السؤال عن الصغير والكبير حيث كان قريباً من خالقه ، تجده في جوانب وأركان المسجد  الذي ألف الجميع رؤيته فيه (مسجد الثقبة الحوسى) وكانت مكانة ذلك المسجد كبيرةً في قلبه والذي بقي شاهداً لعبادته وإيمانه بالله .. ولا نزكي على الله أحدا .
كان رحمه الله دمث الخلق خيِر الافعال تُحس وأنت تلتقيه بقربه منك ومن أول لقاء به يترك في قلبك أثر الصالحين  .
عاش رحمه الله متواضعا بين الناس في منزله العامر بالمغدر بالقرب من منزل الشيخ الجليل حمود بن حميد الصوافي والذي أصبح منارة علم ونور لعمان بأسرها حفظه الله.
بِره وإحسانه للقريب والبعيد وحسن الخلق الذي ألفناه منه مع أسرة طيبة اشتهرت بالصلاح في آبائهم واجدادهم  وبإذن الله في أبنائهم .
الرجل الصالح الكريم في هدوئه عاش ناصحا لمن حوله مربياً لهم بسلوكه وحسن معاملته كان لا يلقاني إلا ويسألني عن أهلي  وأولادي كما كان يسأل عن معظم من يعرفهم.
فلقد كانت جنازته رحمه الله هادئة في وداع تلك السيرة الحسنة ، حيث سيفقده محبوه جسدا وسيبقى أثر صلاحه ممتداً في قلوب كل من أحبه .
رحم الله الوالد حمد بن سليم الصوافي في قبره وجعل مثواه الجنة ورحم آبائنا وأمهاتنا وآباء وأمهات المسلمين فالأثر الصالح يبقى في النفوس ممتداً تحمله الأيام ليكون صلاحا لكل مؤمن.