مونديال المفاجآت

طموح المنتخبات زلزل عرش الكبار وأبكى النجوم

الرؤية- وليد الخفيف

ذهبت تحليلات الكثير من المحللين والنقاد لمباريات كأس العالم 2022 أدراج الرياح، فما شهدته هذه النسخة في قطر خالفت كل التوقعات، بعدما كسرت المنتخبات الطموحة حاجز الخوف ونجحت في عدة مناسبات من فرض كلمتها على أبطال سابقين وطأت أقدامهم منصة المجد، فلم تعد أوروبا أو أمريكا الجنوبية محور كرة القدم بعدما دخلت أفريقيا بحصانها الأسود غمار السباق، فضلا عن الحضور الآسيوي اللافت في نسخة المفاجآت.

 صدمة الأرجنتين

فجّر المنتخب السعودي أول مفاجأة في البطولة، بعد الفوز على الأرجنتين المرشح للقب، فحوّل الأخضر تأخره بهدف إلى فوز بهدفين، ليفتح الباب أمام طموحات المنتخبات العربية، مبرهنا بفوزه أن الطموح والدفاع عن الحظوظ حق مشروع يتحقق بالأداء المشفوع بالتكتيك العالي والرغبة والحماس والثقة.

خسارة بلجيكا

بعد تعادل المغرب أمام كرواتيا وصيف بطل النسخة الماضية، فجّر أسود الأطلس المفاجأة الثانية في المونديال بالفوز على بلجيكا صاحب المركز الثالث نسخة روسيا 2018 والمصنف الثاني عالميًا. ولن ينسى تيبو كورتوا خطأه القاتل الذي تسبب في استقبال شباكه هدفا موقعا عليه من زكريا بو خلال، ليتجرع دي بروين وهازرد ورفاقه مرارة الخسارة التي تسببت في وداع البطولة من دورها الأول، ليطوي الجيل الذهبي صفحات مجده بوداع حزين مزيل برحيل الأسباني روبيرتو مارتينيز بعد علاقة استمرت 6 سنوات.

خسارة حامل اللقب

رفض المنتخب التونسي أن يغادر أسوار الدوحة بلا بصمة، بعدما تقلصت حظوظه في التأهل إثر الخسارة غير المتوقعة من أستراليا في المباراة الثانية، إذ نجح نسور قرطاج في الفوز على فرنسا حاملة اللقب بهدف نظيف في ختام دورر المجموعات. وكانت فرنسا ضامنة لصدارة المجموعة مقابل حسابات معقدة لتونس، فلم يكن الفوز كافيا لبلوغ دور الـ16.

وسيبقى هدف وهبي الخزري في شباك فرنسا مصدر فخره وبصمة تركها منتخبه في الدوحة، وبارقة أمل سينطلق منها نسور قرطاج في النسخة القادمة نحو آفاق أرحب وأوسع.

الساموراي يسقط الألمان

لم يدرك الألمان أن سيف الساموراي سيكون قاسيا عليهم في اللقاء الأول، فالبطل المرصع قميصه بأربع نجوم خسر من اليابان بهدفين مقابل هدف، ليقف هانز فليك ومعاونوه بلا حيلة أمام تسونامي جارف أغرق المانشافت وعطل الماكينات عن العمل.

 اليابان تسقط الأسبان

لم تقف مفاجأة اليابان عن حد الفوز على ألمانيا- بطل العالم 4 مرات- بل تجاوزت تلك الحدود بالفوز على كتيبة لويس إنريكي، ليتنازل الأسبان عن صدارة المجموعة لليابان التي كادت أن تسقط كرواتيا بالتقدم عليها، غير أن ركلات الترجيح منحت مودريتش ورفاقه بطاقة العبور لدور الثمانية.

الشمشون الكوري يقهر البرتغال

انصبت كل توقعات المجموعة الثامنة لتأهل البرتغال وأورجواي، إلا أن كوريا الجنوبية بددت تلك الرواية بالفوز على البرتغال في ختام دور المجموعات لتحصل على البطاقة الثانية لدور الـ16. وتبدو المفاجأة في توقيت هدف الفوز الذي سُجل في الوقت بدل الضائع، تزامنا مع طريقة تسجليه الرائعة في وقت كانت فيه الأورجواي تنتظر بطاقة التأهل بعد الفوز بهدفين على غانا.

 المغرب تزيح أسبانيا

بعد مباراة ماراثونية ظل التعادل قائما بين المغرب وأسبانيا بطل العالم نسخة 2010، ليُفض الاشتباك من نقطة الترجيح، وتصنع المغرب المفاجأة وتقصي أسبانيا وإنريكي خارج البطولة، وتواصل المسير بخطى واثقة تدعمها الجماهير العربية.

المغرب تطيح بالبرتغال

واصل أسود الأطلسي تقديم المفاجآت، فأقصوا البرتغال وبددوا طموحات فيرناندو سانتوس وأبكوا كريستيانو رونالدو ليخرج منتخب الرحّالة من المونديال، لتصل المغرب إلى المربع الذهبي بعد هذا اللقاء وتصبح أول بلد عربي وأفريقي يصل إلى المربع الذهبي.

قمة المفاجأة

بلغت المفاجأة ذروتها فألقت بكل التوقعات في مياه الخليج وضربت عرض الحائط بموازين القوى والتاريخ، فكرواتيا انتصرت على البرازيل في دور الثمانية بركلات الترجيح.

وتضمن اللقاء المعنى الحقيقي للمفاجأة، فالبرازيل التي تقدمت في الشوط الإضافي الأول عبر نجمها نيمار، اعتقدت أن المباراة انتهت إلا أن أبناء زالاتكو داليتش عادوا قبل صافرة النهاية بأربع دقائق بتسجيل التعادل قبل أن تطلب ركلات الترجيح ودّهم وتمنحهم بطاقة العبور لنصف النهائي، مقابل خروج راقصي السامبا.

الذهول والعجب والدموع كان المشهد الأبرز بعد خسارة البرازيل، فالجماهير لم تغادر الإستاد، وانهالت دموع اللاعبين وعلى رأسهم نيمار لأن الخسارة كانت بمثابة زلزال ضرب ساو باولو.

استقالات المدربين

تسببت هذه المفاجآت في إقالة واستقالة عدد من المدربين الذين أتوا للدوحة بطموحات عريضة، وغادروها بخيبة أمل مثل لويس إنريكي مدرب أسبانيا السابق الذي أقيل بعد الخسارة من المغرب. كما أعلن الأسباني روبيرتو مارتينيز نهاية مشواره مع منتخب بلجيكا إثر فشله في مونديال قطر بالخروج من دور المجموعات.

وأعلن البرازيلي تيتي انتهاء مهمته الفنية مع البرازيل عقب الإقصاء من كرواتيا، ليفشل في قيادة كتيبة نجوم عالية المستوى نحو اللقب السادس الذي يستعصي على السيليساو من 2002. وقدم البرتغالي كارلوس كيروش استقالته من تدريب إيران عقب الخروج من الدور الأول، وأعلن الأرجنتيني خيراردو تاتا مارتينيو رحيله عن تدريب المكسيك بالخروج من الدور الأول أيضا.

وبعيدا من الأورجواي والإقصاء من الدور الأول، أعلن الغاني أوتو أدو استقالته من تدريب غانا بعدما فشل في تجاوز الدور الأول، وقدم البرتغالي باولو بنتو استقالته من تدريب كوريا الجنوبية إثر الخسارة العريضة من البرازيل والخروج من دور الـ16. وألمح البرتغالي فرناندو سانتوس إلى نهاية مشواره مع منتخب البرتغال إثر الخسارة من المغرب والخروج من دور الثمانية منتظرا الاجتماع في لشبونة مع الاتحاد البرتغالي لإنهاء المهمة.

تعليق عبر الفيس بوك