الرؤية- كريم الدسوقي

"مظهر مبهر وشخصية قوية وإخلاص نادر".. 3 صفات مكنت الحصان "إندو" من تحطيم 3 أرقام قياسية بموسوعة جينيس رغم كونه "مقلوع العينين"، في سابقة هي الأولى من نوعها عالميا.

حطم الحصان، البالغ من العمر 22 عاما والقادم من ولاية أوريجون الأمريكية الرقم القياسي لأعلى قفزة حرة لحصان أعمى وأسرع مرور لحصان أعمى من حاجز بـ 5 أعمدة وأداء أكبر عدد لحركات التحليق في الهواء لحصان على الإطلاق، حسبما أورد الموقع الرسمي للموسوعة.

اختارت مورجان واجنر حصانها من مجموعة خيول لجدتها عندما كان عمرها 13 عامًا فقط، وارتبطت قصتها بقصته، ونشأت طفولتها مع طفولته، حتى أصبحا صديقين حميمين، يفهم كل منهما الآخر.. ليس بكلمة واحدة، بل بصوت واحد.

تقول مورجان إن شخصية إندو هي ما دفعتها لاختياره بعد انتقالها وعائلتها من كاليفورينا إلى أوريجون، إذ كان يتمتع بأكبر قدر من الجاذبية بين جميع خيول جدتها، وكان يقفز حول باقي أقرانه رغم أن عمره آنذاك لم يكن تخطى بضعة آشهر.

وتصف السيدة الأمريكية شخصية حصانها بالقول: "إنه يعتقد أنه أعظم حصان في العالم ويريد من الجميع أن يعرفوا ذلك".

بدأت معاناة إندو من مشاكل في عينه اليمنى عندما كان عمره 8 سنوات، وتم تشخيص حالته بأنه مصاب بالتهاب القزحية، وهو السبب الرئيسي لعمى الخيول.

ويتسبب هذا المرض المزمن في نوبات متكررة من التهاب الطبقة الوسطى من العين، وعملت مورجان مع طبيب إندو البيطري لمحاولة تخفيف آلامه، لكن دون جدوى.

وإزاء ذلك، اتخذت مورجان قرارًا صعبًا للغاية بقلع عين إندو، بعد استشارة الطبيب البيطري، لكن يبدو أن القرار كان متأخرا، إذ بدأت عين إندو اليسرى أيضًا في الالتهاب وكان لا بد من إزالتها أيضًا، وأصبح إندو أخيرا مقلوع العينين.

استغرق الأمر وقتًا حتى استعاد إندو ثقته بنفسه، إذ كان خائفاً للغاية بعد زوال بصره، إلى الحد الذي جعله غير راغب في الخروج من اسطبل الخيول نهائيا.

لكن مورجان لعبت دور البطل في رعاية صديق طفولتها الحميم، إذ نفذت برنامج رعاية متدرج، لإخراج إندو من عزلته أولا، ثم إعادته للحياة الطبيعية لاحقا.

لم تكن مورجان آنذاك طامحة سوى في تطبيع إندو مع حياته الجديدة، وهو ما عبرت عنه بقولها: "كنت أتمنى فقط أن يكون سعيدًا بتناول الطعام دون ألم".

وبفضل حب مورجان ودعمها، تعافى إندو سريعًا وأصبح مرة أخرى الحصان الواثق الذي وقعت مورجان في حبه من أول نظرة، ولم يعد يكتفي بأداء حركات الخيول العادية، بل بات متطلعا لما هو أبعد.

تعلم إندو القفز دون رؤية، ثم أصبح بطلًا يحطم الأرقام القياسية في هذا المضمار، وهو ما ألهم مورجان مهارات جديدة، منها استخدام حواسها للتواصل معه، حتى أصبحا متفاهمين صوتيا.

تعبر مورجان عن مشاعرها إزاء صديقها بالقول: "أحب مشاهدة إندو وهو يتخطى الحواجز بمفرده. إنه يعرف بالضبط مكان كل شيء، حتى في الساحات الجديدة."

تريد مورجان أن يعرف العالم مدى فخرها بصديقها، ليس فقط بسبب إنجازاته القياسية، ولكن لأنه على الرغم من فقدان عينيه، لم يفقد روحه أبدًا.. إنه إندو البصير مقلوع العينين!