بالزاف بالزاف مزيان يا مغربي

 

محمد بن علي الرواحي

 

الليلة ستتلاشى الانتماءات الكروية للمنتخبات العالمية عند الجماهير العربية، وسيكون الانتماء مع "المغرب" ممثل العرب في كأس العالم، وسيردد العرب بصوت واحد: منتدى السُّؤدد وحماه، دُمْت منتداه وحماه، عشت في الأوطان، للعلى عنوان، مِلء كُلّ جنان، ذكر كل لسانٍ، بالرُّوح بالجَسَد.

"هَب فتاك، لبى نداك، في فمي وفي دمي، هواك ثار نور ونار، إخوتي هيَّأ للعلى سعيًا، نشهد الدُّنيا أن هُنَا نَحيَا، بِشِعَار اللَّه، الوطن الملك".

في عالم كرة القدم لا اعتراف بالأسماء، وإنما الاعتراف بالبذل، والعطاء، كرة القدم تعطي من يعطيها لذا حتى تصل في عالم المستديرة لأبد أن تملك روح الفوز، ورغبة الانتصار هدفًا تسعى إلى تحقيقها، والأهم من كل ذلك الانتماء للوطن، والشعار الذي ترتديه، عندها ستفعل المستحيل، وتكون في المقدمة، وتحقق النقاط، وبالتأكيد دعم الجماهير، وحضورهم، وتشجيعهم المستمر بلا انقطاع طوال تسعين دقيقة يشكل فارقا، وعنصرا مهما في تحديد نتائج المباريات.

المنتخب المغربي في دور الثمانية كأول منتخب عربي يصل إلى هذه المرحلة في كأس العالم، وفي بلد عربي، وهذا في حد ذاته إنجاز يحسب للكرة المغربية بشكل خاص، والعربية بشكل عام، لكن الأمل صار كبيرًا، والطموحات اصبحت أعلى، وسقف التحدي ارتفع لكي يتجاوز المنتخب المغربي هذا الدور، ونأمل أن نجده بين الأربعة الكبار في العالم، وكما عرفنا، والجملة التي تترد على الألسن دوما لا مستحيل في عالم كرة القدم، ما دمت تملك في الحراسة حارسًا يكون سدًا منيعًا لهجمات البرتغال، وكاسرًا لأي تداخلات في منطقة العمليات، وبوجود قوة من المدافعين، وخط الوسط لن تخشى الجماهير المغربية رونالدو ورفافه، وسيكون مصيرهم كمصير من سبقوهم في طريق المغرب، وفي المقدمة هناك من يتعامل باحترافية تامة مع اللمسات الأخيرة، لتعلو أصوات الجماهير مع كل هجمة، وتسديدة، وهدف سيسجل في المرمى، المغرب في صناعة الإنجاز، وليس صعبًا في القاموس العربي، وستكون المغرب في دور الأربعة.

في عشية اليوم سيكون الدراري في الموعد في تيران، عندها لن نسمع الهدرة في ذلك الوقت، وعندما يعلن الحكم صافرته صافي صافي ستدق الدربكة في كل زنقة مغربية، وتعزف كل الاغاني الشعبية مباشرة دابا دابا، ونشهد ليلة مغربية بجمالية لهجاتها، والتكنيك في مخارج نطقها، وحتما هذه الفرحة ستترجم في كل المدن العربية الني ستصرخ: "بالزاف بالزاف مزيان يا مغربي".

تعليق عبر الفيس بوك