راشد بن حميد الراشدي
المتطلع للقمم الخليجية الممتدة منذ عقود من الزمن، يتلمس منها التكامل بين دول مجلس التعاون الخليجي، نحو خير الشعوب والأوطان، وفق رؤى إنشاء مجلس التعاون الخليجي، ومرئيات الدول الست الأعضاء فيه.
واليوم ومع الصراع العالمي للهيمنة على العالم خاصة في مجالات التفوق على المستوى العسكري والاقتصادي والصناعي، تبرز تحديات جديدة على المنطقة ككل على صفيح ساخن ملتهب بين الدول العظمى؛ حيث تأتي الثروات هي الحكم في كل تلك التجاذبات والتي أنعم الله على الخليج بصنوف كثيرة منها، يجب استغلالها والتأني في توجيهها الوجهة الصحيحة، فما نملكه دول الخليج هو الورقة الرابحة لخير الأوطان وخير الشعوب والذي يجب أن يكون التكامل الخليجي أساسها المصان الذي ستنطلق منه الخطط والسياسات التي ترسم المستقبل القريب والبعيد.
ومع تغير الميزان العالمي نحو الشرق كالصين وروسيا وبعض دول آسيا، يجب التفكير ملياً بين قادة دول مجلس التعاون في الطموح المستقبلي والتعاون فيما بينها في شتى المجالات التي ستحمل البشر والخير لصالحها في خطط ورؤى واضحة المعالم وعميقة التحليل لجعل الخليج أكثر أماناً وإشراقاً وتجدُدًا في مختلف المجالات التي ستعود بالنفع على أبنائه.
فقمة الرياض تحمل مضامين سامية من آفاق التعاون المرجو والمطلوب خلال هذه الفترة من عمر مجلس التعاون الخليجي، والذي يشارف على تأسيسه 5 عقود.
إن لقاء قادة دول مجلس التعاون الخليجي بالرئيس الصيني وما ترتبط به الصين من علاقات مع دول الخليج منذ قرون عديدة وما وصلت إليه اليوم من علاقات متينة، خاصة في المجالات الحيوية كالاقتصاد والصناعة والطب واللوجستيات، سيسهم وبلا شك في تنمية دول الخليج وخير الشعوب جميعها، وكذلك سيسهم في استقرار المنطقة والتغيرات الجذرية التي يعيشها العالم، فما تمتلكه الصين اليوم من خبرات وتقدم علمي وصناعي وتقني يسبق دولًا كثيرة متقدمة مع الموارد البشرية المؤهلة والقوة البشرية الهائلة للصين.
وما يعول على القمم الخليجية السنوية هو خروجها بقرارات تخدم الخليج وتسعى الى تطويره وبنائه.
وأبناء الخليج يتطلعون اليوم إلى تصحيح مسارات التنمية في بلدانهم وإيجاد المشاريع العملاقة في دولهم ليكون هناك الحراك التنموي الذي ينعش دول الخليج ويغلق العديد من الملفات خاصة ملف التوظيف وايجاد الفرص الوظيفية لآلاف الخريجين من أبناء دول المجلس، من خلال وجود المشاريع العملاقة التي ستحتضنهم.
إننا نأمل للقمة الخليجية في الرياض النجاح والتوفيق في أعمالها وقد تحقق الخير على رُبا الخليج في دول مصيرها وهمها واحد بإذن الله، والتي نأمل منها الخروج بالعديد من القرارات التكاملية الخليجية للبيت الواحد.
حفظ الله الأوطان وقد ازدانت بالخير عاما بعد آخر وسُخرت لها كل أسباب النجاح والفلاح والتوفيق.