المغرب.. فخرٌ للوطن العربي

 

 

منى بنت حمد البلوشية

أعترف بأنني لستُ من عشاق كرة القدم ولا من المتابعين لها، ولكن منذ أن بدأ الإعلان بأن قطر ستستضيف مونديال كأس العالم 2022، بدأ بداخلي شعور أجهله، بدأ شغف الفخر لهذا الحدث الذي لا يأتي إلا بعد أربع سنوات، وليس كأي حدث، بل لوجوده في وطن خليجي عربي، وأعطيت نفسي ما يحلو لها لمشاهدة المباريات دون الانحياز لفريق بعينه، وبعد ذلك وجدت نفسي مُشجِّعة وسط مشجعين من البيت عشاق كرة القدم، كنت أنتظر مباراة المغرب مع إسبانيا، وكان الجميع يقول لي الليلة فريقك سيلعب هل أنتِ مستعدة؟

كانت بوادر الفرح تنتابني والشعور بأن المغرب ستكون في الصدارة، لا أخفي عليكم وجدت نفسي في توتر وقلق، وهناك من يلتقط لي بعض الصور المضحكة وأنا بين كل تسديدة أتوقعها هدفا في مرمى الخصم هي للمغرب، بالنسبة لي لم يكن الأمر عاديا؛ فقد حدث لي بعض التغيير ولذائقتي، كيف لا ونحن في بلد خليجي ولأول مرة يحدث به هذا الحدث العالمي، ولأول مرة يصعد بطل عربي، رافعا رأس الوطن العربي بأكمله، وبه يظهر التكاتف والتعاون والتسامح وحب الخير للجميع.

كانت الأنظار تحدق صوبي، ماذا لو لم تفز المغرب؟ قلت لهم: ومن قال لن تفوز وأشعر بأنها بطل العرب. هنا أكتب مشاعري ومشاعر كل شخص على أرض عُمان الحبيبة والوطن العربي الفخور ببطله المتأهل لدور ربع النهائي.. إنه لفخر لنا جميعاً.

ويحدونا الفخر بأن الأحبة في غزة يرفعون أعلام النصر الفلسطينية والمغربية عاليا، عندما شاهدت كل هذه الجموع المشجعة منهم بعد أن انتشرت في برامج التواصل الاجتماعي، اغرورقت عيناي رغم كل الحصار والألم والفقد، إلا أن الفرح أخذ حيزا منهم، ولهذا الفوز المستحق وبجدارة وتعاد تلك الكلمات التي لطالما رددناها جميعنا أغنية "الحلم العربي" التي تصدرت قلوبنا وأصبحت شعار الحلم العربي لكل عربي: "دا حلمنا طول عمرنا حضن ضمنا كلنا كلنا...ارضِ طموحك اجتهد افتح لمرآتك عيون... اتحدى المُر واتمرد واتعلم تبقى جريء.. مشوار الألف ميل خطوة تبدأ بطريق"، من هذه الكلمات بدأ النور يظهر، ولعل الخير قادم يوصل لحلمنا العربي، ما أروع الانتصار بطعم الإنجاز! عندما نشاهد العلم الفلسطيني مُحلقا بأراضي الوطن العربي، نجده في قلوبنا ساطعا كالشمس يُنير العتمة، هنا وجدتني لا أستطيع إلا أن أتفوَّه بالدعوات كغيري ممن رفع يديه للأراضي الفلسطينية، بالنصر والفتح المبين بإذنه تعالى، واجتمعت الرسالة: "جايز ظلام الليل يتبعه النور"، لا شيء مستحيل؛ فالقاموس لم يأتِ بهذه الكلمة؛ لأنها ليست في قاموس البشر؛ فالقوة الحقيقية هي أن تدافع عن أحلامك وتبقيها على أرض الواقع مرفرفة ومحلقة كالطيور حرة، فالحلم ليس مستحيلا.. جاهد من أجل الحصول عليه.

كان الصمت يكسو ملامحي، إلا أنني فرحت كثيرا ومن معي وكل من هم حولي من عائلتي والعرب أجمع، فإنها كانت ليلة عربية ومغربية بتقدير امتياز، ونُثِر الفرح بجميع الأمكنة، والمسيرات أخذت حيزا من فرحها، جايز ظلام الليل يفتح الفتح المبين للنصر الأعظم لفلسطين العظيمة.. والفوز والتأهل للنهائي للمغرب فكل الأماني تصبح حقيقة: "لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا".

دامتْ الأفراح تستوطن أعماق قلوبكم، ويصل شعاع النور لأبعد الحدود، والنصر القادم للحلم العربي الأعظم والمنتظر لفلسطين العظيمة.

تعليق عبر الفيس بوك