المثليَّة ومحاربة الفطرة

 

 

راشد بن حميد الراشدي *

حرب شعواء بلا هوادة تشنُّها المجتمعات الغربية على العالم وعلى المسلمين في عقر دارهم، وبشتى الطرق والممارسات، تُساندهم ترسانة متكاملة من الإعلام المُضلِل ووسائل التواصل وشركات الدعاية والإعلان في قضية لا يرضاها عقل ولا بصيرة ولا مجنون، ألا وهي قضية الشواذ، والتي أطلق عليهم الغرب لقب "المثليين".

إنَّها قضية ترفضها الفطرة البشرية والدين والأخلاق، قضية تدمِّر الإنسانية وتحط من قدر الأمم وتُزلزل كيانها وبنيانها وتفكك مجتمعاتها.. قضية لا أساس لها في هذه الحياة تريد أن تفرضها الرأسمالية ويفرضها طواغيت المال والمليارات والسياسيون من أجل استعباد العباد وكسب المال المضاعف وخدمة مصالحهم؛ قاتلهم الله.

ونحن نتفكَّر لماذا هذه الهجمة الكبيرة من أجل سفهاء القوم وأرذلهم، والذين يهتز لأفعالهم عرش الرحمن، وقد خسف بهم الله قبل مئات السنين في حادثة قوم لوط عليه السلام، والتي يأبى الله ورسوله مثل هذه الأفعال ويغضب منها أشد الغضب.

الغرب يُجاهرون اليوم بفجورهم، ويصدِّرون أمراضهم للعالم أجمع؛ من خلال فرض مثل هذه المعاصي والكبائر، وتشجيع الناس عليها، وسن القوانين التي تحميهم، وصرف الملايين من أجل إنجاح أفكارهم الملعونة؛ فدخلوا من باب التعليم والحرية الشخصية وحق اختيار الجنس، وسخّروا أطباءهم ومستشفياتهم من أجل حرية التحول الجنسي، وأوجدوا المؤسسات المساندة لتلك المهاترات غير الطبيعية، والتي يتقزز من ذكرها العاقل.

مُحاربة الفطرة وفرض المثلية مثلها كمثل مرض "كوفيد 19" ومتحوراته، كلها أُوجِدت لأهداف خاصة لأصحاب المليارات مُلاك شركات الأدوية والمستلزمات الطبية، الذين يسعون للكسب المضاعف من وراء اختلاق مثل هذه الأزمات، فكم سمعنا من أرباح فلكية لتلك الشركات خلال الأعوام الماضية، وكم سنسمع من أرباح فلكية مستقبلا من شركات بيع الهرمونات وتجارة التحول الجنسي وبقاء الإنسان طوال حياته رهن أدويتهم ونتاجهم القذر.

إنَّ مُحاربة الفطرة السوية ظهرت آثارها اليوم في دولهم فأنتجت لتلك الدول حالات العقم وعدم الإنجاب، وكثرة حالات الانتحار، وتفشي الأمراض الجنسية، وموت فئة الشباب بكثرة غير أبهين، لعنهم الله بما يحدث للبشرية، وما يريدوا أن تصل إليه من هلاك ودمار.

اليوم وبحمد الله بدأ العالم ينتفض ويستيقظ لتلك المخططات الغريبة التي ترفضها الفطرة السوية وترفضها البشرية من جميع الشرائع والأديان، ويرفضها ديننا الحنيف، وأخلاقنا السامية النبيلة؛ حيث يجب أن ينتبه العالم لكل تلك المخططات والأفكار الهدامة التي يروج لها الغرب، خاصة العالم الإسلامي ودولنا العربية، والسعي لرفض أي منهاج يراد تطبيقه في دولنا، وتقوية الوازع الديني والأخلاقي في أجيالنا، والاهتمام بتعليمهم الدين الأسلامي والأخلاق الحميدة، وعدم المجازفة والاجترار لكل تلك التفاهات الغربية التي باتت اليوم تتجرع سمومها دول كثيرة شجعت على الشذوذ ومن أعلى المستويات.

وقانا الله وبلاد المسلمين من شر مثل هذه الفتن التي يعجَز العقل في التفكير فيها؛ فانحطط الأمم بمثل هذه الأفعال هو دمار للكون والبشرية، وكل ذلك من أجل جشع شرذمة قليلة تريد أن تسود وتمتلك المليارات غير نادمة على أفعالها.

حفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين من هذه الشرور التي يجب التصدي لها؛ فهي حرب ضروس على البشرية والدين والقيم والأخلاق التي يجب أن تعُم وتسود وتملأ الكون عدلًا وصلاحًا.

انتبهوا جميعًا قبل فوات الأوان؛ فللشيطان مداخله وأعوانه!

* عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية