الحلم العربي.. مغربي

 

 

أحمد السلماني

يحملُ المنتخب المغربي الشقيق على عاتقه "الحلم العربي" في التواجد ضمن الثمانية الكبار بالعالم، وأن يُواصل العرب -ممثلين في "أسود الأطلس"- تألقهم وظهورهم المبهر واللافت في كأس العالم، التي ينظمها العرب أنفسهم ولأول مرة في تاريخهم. وقد أبهر المغاربة العالم بالعروض اللافتة، وتصدُّرهم لمجموعتهم، ولأول مرة يتصدَّر منتخب عربي مجموعته في دور المجموعات على مدى تاريخ البطولة وتاريخ مشاركات المنتخبات العربية، بعد تعادل لافت أمام وصيف النسخة العالمية الماضية المنتخب الكرواتي، ثم تفوق المغاربة على أنفسهم بفوز صريح على المصنف الثاني عالميا المنتخب البلجيكي وبهدفين دون رد، ثم أكّد على أحقيته في صدارة المجموعة بفوز صعب على كندا، لكنه معقول عطفا على حساسية المباراة.

إذن؛ فإنَّ لواء الكرة العربية وحلم 430 مليون عربي هو بيد أبناء وليد الركراكي، عندما يلتقون اليوم الثلاثاء مع المنتخب الإسباني القوي والعريق، والذي حل ثانيا في مجموعته بعد الخسارة من المنتخب الياباني، الذي تصدّر المجموعة ليلاقي كرواتيا. وبعد خروج السنغال، فإنَّ حلم القارة الإفريقية بأسرها هي الأخرى تشارك العرب في أنْ يحفظ المغاربة ماء وجه الكُرتين العربية والإفريقية؛ إذ ودعت منتخبات قطر والسعودية وتونس المونديال من دور المجموعات، كما غادرت المنتخبات الإفريقية الكاميرون وغانا وأخيرا السنغال التي تأهلت للدور الإقصائي، لكنها تلقت خسارة مذلّة من الإنجليز.

... إنَّ ثقتنا كبيرة في أن يتجاوز المنتخب العربي نظيره الإسباني، وقد فعلها عندما أقصى وقهر البلجيكي المدجج بالنجوم المليونية، إذا ما تسلّح الأسود بالعنفوان والروح المعنوية العالية، خاصة وأن الجماهير العربية من الخليج للمحيط هي خلفهم كما هي الحال بالنسبة للجماهير الإفريقية؛ وبالتالي فإن "العرب وإفريقيا" بأسرها "نبض واحد" خلف "الكوماندوز" العربي لزياش ورفاقه، نقول: "أنتم 11 لاعبا في الملعب، ولكن قلوبكم ينبض معها 430 مليون قلب عربي؛ فهلَّا أهديتمونا فوزا وحضورا عربيا طال انتظاره بين الثمانية الكبار، وبكم ومعكم "الحلم العربي" بحول الله واقع بأقدام رومان سايس ورفاقه... فإلى هناك".