الحياء في العلاقات الزوجية

مريم الشكيلية

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان)... تردد على مسمعي مرات ومرات هذا الحديث.. في البداية لم أستوعب المعنى الحقيقي وراء هذه الكلمات ومع مرور الوقت وتعاقب الحوادث اتضح لي المعنى العميق لما جاء على لسان رسولنا الكريم.

لا أريد أن أطيل عليك أيها القارئ الكريم بالغموض الذي تبادر لك وأنت تقرأ عنوان هذا المقال ولربما استغربت منه! وليس القصد منه الدهشة وجذبك إلى القراءة أو المراد منه زيادة متابعين ومطلعين عليه زيادة عدد أقصد.. ولكن المقصد منه تسليط الضوء على واقع مؤلم جداً وعندما أقول مؤلم فهذا أقل وصف له ولو كان باستطاعتي أن أصفه بأعمق الكلمات لفعلت عادة لا نعرفها دخيلة علينا فيها ما فيها من التفاهة والخزي والتهور وانتزاع الحياء وهي تصوير وعرض بعض الزوجات لأزواجهن في بيوتهن في أوضاع لا حياء فيها من أحضان وغيرها وتصوير غرف النوم ومقتنياتها وغيرها ووصل الأمر بالبعض منهن لتصوير وعرض أجزاء من أجسادهن في الإشارة لبطونهن وهنَّ حوامل وعرض أزواجهن على الملأ وهم يضعون أيديهم على بطونهن... وأقول البعض وليس الجميع والحمدالله إنها فئة وليس الجميع وقد يقال إن كانت هذه التصرفات تصدر من البعض لماذا نلتفت إليها ونجعلها تطفو على السطح نعم صحيح ولكن مع الأسف اليوم وفي واقعنا الآن النادر يلفت والدخيل يقلد والغريب يرغب على مبدأ البعض يردده خالف تعرف.

إنني أتساءل وتخيل معي عزيزي القارئ ما الفرق هنا تصور أن يأتي زائر عندك ولم يطرق حتى الباب بل يدفعه ويدخل إلى الداخل ليصل إلى المجلس أو أكثر من هذا ويدفع باب نومك دون حتى أن يطرقه ويدخل عليك هكذا كيف يكون تصورك أو حتى تخيلك للموقف وبين أن يلتقط صورا من داخل غرفة نومك ويتم عرضها ليراها الجميع وأنت تفعل هذا بكل حرية؟ ما الفرق بين الأمرين؟ أترك الجواب لك هنا.

مع الأسف هذا السلوك يصدر من الزوجات أو النساء أكثر من الأزواج والرجال بشكل عام في اعتقادهن ومنظورهن ولربما لقناعاتهن أنهن يشاركن صديقاتهن حياتهن ضاربات عرض الحائط بالنتائج المترتبة من هذه التصرفات ومنها أولاً نزع الحياء الذي هو شعبة من شعب الإيمان والحياء تتزين به المرأة فكيف لهذه التصرفات أن تكون المرأة بحياء وهي تفتح أبواب بيتها وخصوصيتها بهذا الشكل المخزي والتافه.. قد تقول إنه زوجها وما تعرضه هو حلال نعم هو زوجها وبيتها ومقتنياتها ولكن السؤال ما الهدف منه؟ هي تعرض بيتها ومن فيه للبيع؟ أو ماذا تنتظر أن يقال لها؟ وما شأن الغير بهذا؟ ثانياً بنت بذور الغيرة والحسد والضغينة في نفوس من يطلع على هذه الصور فليس الكل سعيدا وليس الجميع يملك ما تملكين ثالثاً أنتٍ تفتحين لنفسك ولبيتك تصور الناس لك تفقدين من احترامك وتعرضين لنفسك لأوصاف تقلل من تقدير الناس لك فلا تتوقعي أن تنالي إعجاب من القلب لهذا الفعل وإن حصل فهي مجاملات لا أكثر الكل يستنكر هذه التصرفات فهي دخيلة على مجتمع محافظ وهذه الانتقادات لم تنل منك فحسب بل زوجك حتى فهل أنت تستوعبين ما يقال خلف الشاشة؟

وفي حقيقة الأمر لا يمكنني أن ألوم الناس على ما يقولون في هذا الأمر فالزوج إن كان لديه علم بهذا السلوك ويوافق عليه فهو المسؤول الأول وهذه كارثة إن كان كذلك فالواقع اليوم ومع الأسف ليس مع الكل ولكن كما قلت البعض الزوج والزوجة يقلدون هذه الأفعال من أفكار مريضة.

فقط سؤال أوجهه لهؤلاء كيف لكم أن تخرجوا من بين أيديكم أجيالا صالحة؟ ماذا سيقول أبناؤكم حين يكبرون ويرون هذه الأفعال؟ أو كيف سوف ينظر لكم المجتمع وأنتم تنتهجون هذه الأفكار وهذه السلوكيات الدخيلة وغير المرغوبة في المجتمع؟

والأنكأ من ذلك أن من يسلك هذا السلوك لا يراه سلوكا معيبا وإنما أمرا عاديا جداً ويستغرب من ردة فعل الآخرين عليه.

إنني أتساءل هل يعي المجتمع أثر هذه التصرفات وإن كانت تصرفات فردية ونابعة من أفراد وليست جماعات؟ هل يمكن لها أن تتجذر وتتسلل إلى المجتمع لتخلق واقعا مخالفا تهدد به القيم والعادات التي نشأ عليها المجتمع وهذبته العقيدة السمحة؟

تعليق عبر الفيس بوك