على ميدان النصر.. ناحت بلابله

 

محمد بن مطران العامري

 

كان هنا السلطان الراحل... وقف هناك على مخارج الميدان مرَّ بسيارته الزرقاء، قابلنا ونحن صغار نتجول في ميدان النصر يا أبنائي "هذا ميدان يحتضن أعياد عُمان".. "ناحت على أغصان -ميدانه- ترثيهُ الطُّيورُ السواجعُ".

في العيد السابع والعشرين 1997 احتضن ميدان النصر أفراح عُمان، ووقف السلطان قابوس بن سعيد- طيّب الله ثراه- على منصة ميدان النصر يسابق العلياء شموخا وعزّا.

وعلى ميدان النصر في 2022، جاء السلطان الهيثم- حفظه الله- ليقف على منصته، بهيبة القائد المُجدد ليُعيده لحضن العرض الأول... يجدد سيرته الأولى، بعد أن حنَّ الميدان طويلا، وانتظر طويلا.. ها هو بعد الانتظار تجددت أركانه.

لمعتْ مدرجاته وأحجاره.. انتعشتَ حياة زواياه وساحتهِ، وأطلقت أغصان مدينة الرباط التاريخية دموعها تتمايل شوقًا لذكرى مؤسس عُمان الخالد، تحتفي بالترحاب أهلاً بالسلطان الهيثم.

غردي يا بلابل الرباط.. وأشعلي يا فوانيس رباط العلم أنوار حضورك.

جاءت الأنفس ترقب العرض العسكري بفرحة وسرور، وعيونًا مخضرمة تحِنُ لذكرى أعوام العيد السابع والعشرين.

كلٌ يسارع ذاته، يُصوّر الحضور جمالا وبهاء، كيف لا يتلبسه الجمال وحضور سيّد عُمان جلالة السلطان هيثم بن طارق يتصدر الميدان.

الأمرُ مبدأه هنا قصر الحصن العامر، ومُنتهاهُ كان هنا ميدان النصر، هنا في ظفار انطلق الخير لعمان في طُلَلٍ من غمام البشرى.

ابشري قابوس جاء.. وهنا جاء السلطان الهيثم ليجدد عهدا ويُحقق وعدا.

فارتقِ هام السماء

واملئي الكون ضياء

واسعدي وانعمي بالرخاء

هنا ترددت كلمات الفنان مسلم بن علي "عُماني أصلي وفصلي"، بعزف الحس الوطني الصادق، فالكل بصدقه يعمل بحس الوطن الحاضن؛ لتكون عُمان في قلب كل عُماني.

رغم جفاف الوقت وتقلّب أحوال شتى، وظروف تغلي لا تهدأ؛ فبصدق الأفعال، ولحمة الشعب الصابر، آمال تمضي تحملك لضفاف الوعد المنجز.

هنا.. على ميدان النصر وقف السلطان الهيثم طابور العرض يحرك مشهد أفراح عُمان، قواتُ عُمان بفرقها الوطنية تجلجل الأرض فخرا وحضورا، و"صبيغتهم" في وسط المشهد تسابق الخطوات بروزا لتقول أنا بصلابة وطن الأجداد.

ذكرى تحمل ذكرى

ذكرى لُحمة الوطن الأُولى

عيد يتجدد.. وطنٌ يزهو في عليائه

بطموح عُمان الإنسان.. وإنسانٌ بطموح عُمان.

تعليق عبر الفيس بوك