هنيئًا ظفار

 

د. خالد بن حمد بن سالم الغيلاني

khalidalgailni@gmail.com

@Khalidalgailani

 

مع تباشير الفرح، وساعات الهناء والسعادة، مع اقتراب الثامن عشر من نوفمبر المجيد، مع ازدياد مشاعر الغبطة والسرور، والفرحة والحبور، مع ارتفاع هتافات الولاء، وتصاعد الحناجر بأهازيج العيد المجيد، أهازيج نطاول بها عنان السماء، ونباهي الكون شرقه وغربه، شماله وجنوبه، نباهي بأمجاد تتوالى، ورايات عز ترفرف، نباهي بحضارة حكى الزمان فصولها، وحاضر تفخر به أجيالنا، ومستقبل نتوج به فخار عماننا.

اليوم كلنا نُيمم السير نحو ظفار المجد والشموخ والسؤدد، نيمم نحو سمحان، تسبق القلوب والأفئدة، ويحضر العماني حضورا مكتمل الأركان؛ ذلك أننا حيث يمم الهيثم السلطان يممنا، وحيث توجه توجهنا، تفترش ظفار الأرض وردا وأقحوانا، وينشد سمحان نشيد العيد الثاني والخمسين فيردد الأخضر صداه، وتشدو مسندم معه، فتجيب البريمي، وتسعد الظاهرة، وتسمو الداخلية، وتتوشح بالفخار الشرقية، وتهب نسائم العز من الوسطى، فتطيب النفس فرحًا وسرورًا في مسقط، ويغرد بحر الباطنة.

هنيئًا لك العيد يا ظفار، قبلة التاريخ ومهد الحضارة، ورونق الزمان، وما أشبه اليوم بالأمس فبعد سنوات بذلها السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- في دحر كل مُعتدٍ توجت بنصر مُبين انطلق من ظفار، واليوم مولانا السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وبعد سنوات من الضغط الاقتصادي الشديد على مختلف مفاصل الدولة، استطاع بحكمته وحنكته التغلب عليها، وها هو يُعلن نصره المؤيد على ظرف اقتصادي قاهر من ربى ظفار الطاهرة، ويبعث برسائل الاطمئنان لأبناء عمان من صعيدها الزاخر بالخير، والمتوج بالنصر، والمكلل بتيجان الفخار والسؤدد.

كان اختيار الهيثم المُعظم لظفار لتكون قبلة الجميع في عيد نهضتنا المتجددة اختيارًا حكيمًا، وذا رمزية عظيمة، فكم من ظفار انطلقت تباشير المجد والنصر، وكم من ظفار انطلقت رسل السلام ودعاة التواصل بين الأمم، وكم من ظفار مخرت سفن اللبان الحجوري تجوب العالم، وتتزين بكريم عطرها المساجد والمعابد والأديرة والكنائس، فيكون اللبان عبقًا روحيًا عابرًا من القلوب إلى القلوب.

كم تسعد ظفار وهي ترى ميدان النصر وقد عادت إليه روحه، وهدأت نفسه، وفاضت عبرته، وغدا يفاخر ميادين العز والشموخ المنتشرة في ربوع وطن الصيد الأباة، والرجال الأسد الحماة.

طب يا ميدان النصر نفسًا وأهنأ مديدًا، فغدًا على ترابك الطاهر ينادي قائد الطابور بصوت جهوري وزمجرة أسد هصور (مولاي صاحب الجلالة هل تأذنون ببدء الاستعراض مولاي)

حينها تعلو جبال ظفار فتطاول السماء في علوها وشموخها وتعبيرها الصادق وسعادتها الحقة.

أن يكون عيدنا الوطني في ظفار، فهذا يعني بداية مرحلة جديدة من البناء، وفترة زاهية من العمل الوطني المخلص البنّاء، ومضي نحو تحقيق تطلعات أبناء عمان البررة المخلصين.

هنئيًا لك العيد يا ظفار وسُعدًا بمقدم السلطان، والله تعالى أسأله أن يحفظ هذا الوطن أبيًا عزيزًا شامخًا، ويحفظ سلطاننا مؤيدًا مؤزرًا منصورًا، ويحفظ أبناء عمان كرام العرب وسادة الزمان.