مهرجان صحار

 

د. خالد بن علي الخوالدي

khalid1330@hotmail.com

 

تستمر أيام الفرح والسعادة في شهر نوفمبر، وكل يوم نلمس لمسات البهجة والسرور، فعُمان من أقصاها إلى أقصاها تحتفل بالنور والجمال في هذه الأيام الخالدة في ذاكرة كل عماني، أيام استثنائية في تاريخ الوطن الغالي، وصحار المدينة العريقة والتاريخية تصنع الاستثناء في هذا العام من خلال الاحتفال الكبير بالعيد الوطني 52 المجيد وببطولة كأس العالم (قطر 2022) من خلال مهرجان صحار الذي يبدأ في 18 نوفمبر وينتهي في 18 ديسمبر.

شهر من الفرح والبهجة والجمال والاحتفالات ستشهدها محافظة شمال الباطنة عامة من خلال الفعاليات والأنشطة التي ستقام في كل ولاية من ولايات المحافظة، وتتوج هذه الاحتفالات بمهرجان صحار الذي يعد الإيقونة الأبرز والحدث الأهم والإبهار المنتظر، وقد عودتنا صحار باحتضانها للمهرجانات والملتقيات والأحداث البارزة والملفتة، ويتعمد المنظمون في نظري في اختيار صحار لتكون المدينة الحاضنة للفعاليات، ففخامة الاسم والمكانة التاريخية والحضارية تجعل منها محط الأنظار ومهوى الأفئدة، وتختصر عليهم أمور تنظيمية ربما تكون معقدة في أماكن أخرى وتسهل عليهم التسويق والترويج والحضور الجماهيري وغيرها من الإمكانيات التي تجعل من صحار المدينة الأنسب والأبرز بين كل الخيارات.

منظمو المهرجان يعملون ليلًا ونهارًا للاستعداد والانطلاقة والتميز، والملفت في هذا المهرجان أن كل شخص مشارك يُسابق الزمن ليكون هو وفريقه في موقع المسؤولية الملقاة على عاتقهم، فقبل أسابيع قليلة كانت الفكرة والأسئلة المطروحة هل ننظم مهرجانا أو ملتقى أو فعاليات متفرقة في كل ولاية من ولايات المحافظة ونكتفي؟ من سيدعم المهرجان وكيف سيكون التمويل؟ ما اللجان المطلوبة ومن هم الأشخاص الفاعلون الذين يمكن أن ينجحوا في الإعداد والتنظيم ويتحملوا ضغط الوقت ويكونوا على قدر المسؤولية الكبيرة؟

أسئلة كثيرة والوقت ضيق والمهمة صعبة، ولكن دائما ما تهون المهمات الصعبة عند أصحاب القلوب العظيمة والهامات العالية والطموحات السامية التي تعانق السماء، تسهل هذه التحديات مع أصحاب الإرادة الفولاذية الذين يؤمنون بأنه لا مستحيل مع الإرادة الصادقة، أفكار كثيرة وآراء عديدة ومقترحات متنوعة طرحت تمحورت في أهداف المهرجان والفئات المستفيدة منه وغيرها.

قرر القادة أن يعملوا ولا مجال لديهم للتراجع عن الفكرة أو التقهقر عن التنفيذ فالمحافظة لديها الطاقات الشبابية الواعدة والإمكانيات الإدارية والفنية الفاعلة، وفند سعادة محمد بن سليمان الكندي محافظ شمال الباطنة في المؤتمر الصحفي الذي عقده بقلعة صحار التاريخية مساء الأربعاء الماضي كل التكهنات، وأوضح للجميع أهداف المهرجان والتوجه الذي سيكون عليه، وكم هي الأهداف نبيلة وسامية عندما يكون هدفها الإنسان وتلمس إبداعاته واستخراج طاقاته الكامنة في قدراته على العطاء. لقد حدد الهدف الرئيس من المهرجان بأن يكون داعماً للشباب الباحثين عن عمل وحدد عددا كبيرا يصل إلى 500 باحث عن عمل ليكونوا اليد المساعدة في التنظيم والإعداد والاستقبال والعمل مع اللجان الرئيسة للمهرجان، وحُددت الأسر المنتجة والمتعففة وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة ليكونوا مشاركين بإبداعاتهم في المهرجان دون رسوم أو إيجار، أهداف جلية وواضحة وسوف يتم تحقيقها إلى جانب أهداف عديدة منها الترفيه والتسلية والثقافة والمعرفة ونشر الابتسامة للصغير والكبير.

في الأخير.. نقول لكم جميعاً مرحباً بكم بين أهلكم وناسكم في أرض المهرجان بمركز صحار الترفيهي من 18 نوفمبر ولغاية 18 ديسمبر، ودمتم ودامت عمان بخير.