وزير الخارجية القطري: نواجه حملة ممنهجة منذ 12 عاما.. وأنفقنا 350 مليون دولار على عائلات العمال المتوفين

عواصم - الوكالات

قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري إن قطر مستاءة من ازدواجية المعايير التي تتبعها ألمانيا في تعاطيها مع استضافة قطر لكأس العالم 2022.

وأضاف -في مقابلة مع صحيفة "فرانكفورتر ألمانيا تسايتونغ"- إنه من ناحية يجري تضليل الشعب الألماني من قبل السياسيين الحكوميين، ومن ناحية أخرى ليست لدى الحكومة الألمانية مشكلة مع قطر عندما يتعلق الأمر بشراكات أو استثمارات في مجال الطاقة.

ووصف الوزير القطري مطالبة وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر بضمانات أمنية للأقليات كشرط مسبق قبل موافقتها على حضور كأس العالم؛ بأنها غير ضرورية، داعيا السياسيين الألمان للتركيز أكثر على جرائم الكراهية التي تحدث داخل حدود بلادهم.

وقال إن قطر تواجه حملة ممنهجة ضدها منذ 12 عاما، منذ اختيارها لاستضافها كأس العالم؛ وهي حملة لم تواجهها أي دولة أخرى حظيت بحق استضافة هذه البطولة.

ورأى أن من المفارقات اللعب على هذا الوتر في دول أوروبية تسمي نفسها ديمقراطيات ليبرالية، وبيّن أن هذا التصرف ينمّ عن غطرسة وعنصرية.

وكانت وزيرة الداخلية الألمانية زارت قطر بعد أيام من تصريحاتها تلك، وقالت في أعقابها إنها أجرت مباحثات جيدة ومثيرة للاهتمام في الدوحة تم التأكيد فيها على أن حزمة القوانين التي سنتها قطر في السنوات الأخيرة جيدة للغاية، وأنها حصلت على نظرة ثاقبة إيجابية للغاية من المباحثات مع الجانب القطري.

كما قال وزير الخارجية القطري -في مقابلة أخرى مع "سكاي نيوز" (Sky News) البريطانية- إن التغطية الإعلامية السلبية للمسابقة الكروية المنتظرة تعد بمثابة "معلومات مضللة"، مضيفا أن التنظير من بعيد ليس حلا.

وأوضح أن صندوق التعويضات المخصص للعمال المتوفين في بناء ملاعب كرة القدم للمونديال يعمل بشكل فعال، وإن نحو 350 مليون دولار وُزعت على عائلاتهم.

وكان وزير الخارجية القطري أكد -في حوار مع صحيفة لوموند الفرنسية قبل أيام- أن "الأسباب" التي يقدمها البعض لمقاطعة كأس العالم قطر 2022 لا تستند إلى أي منطق، وتتجاهل كل الإنجازات التي حققتها بلاده.

ورأى أن هناك كثيرا من النفاق في تلك الهجمات التي تروّج لها نسبة قليلة من الأشخاص في نحو 10 دول على الأكثر، والتي لا يمكن بأي حال أن تمثل بقية الكوكب.

وأكد كذلك أن كأس العالم في قطر ستكون من أنجح البطولات وأكثرها أمنا في التاريخ، وعبر عن أمله أن تكون البطولة حفلة تتسع للجميع، حيث يمكن للجميع اكتشاف قطر وثقافتها.

وسبق أن دعا الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) المنتخبات المشاركة في مونديال قطر إلى "التركيز على كرة القدم" والتوقف عن "توزيع الدروس الأخلاقية".

وطالب الفيفا -في الرسالة التي نشرها موقع "ذا أثليتك" (The Athletic) الأميركي- بضرورة التركيز على البطولة، وعدم الانجراف للحديث الأخلاقي والسياسي.

وجاء في الخطاب "نحن في الفيفا نحاول احترام جميع الآراء والمعتقدات من دون إعطاء دروس أخلاقية لبقية العالم، فواحدة من نقاط قوة هذا العالم هي تنوعه، وإذا كان الاندماج يعني شيئا فهو يعني احترام هذا التنوع، إذ لا يوجد شعب أو ثقافة أو أمة أفضل من الأخرى".

وأضاف الفيفا في خطابه -الذي وقعه رئيس الاتحاد جياني إنفانتينو والسكرتيرة العامة للاتحاد فاطمة سامورا- أن "هذا المبدأ هو حجر الأساس للاحترام المتبادل وعدم التمييز، وهذه أيضا واحدة من القيم الأساسية لكرة القدم، لذلك دعونا نتذكر ذلك جميعا ونركز على كرة القدم".

وكان الزعماء العرب أعلنوا في القمة العربية الأخيرة في الجزائر دعمهم لدولة قطر في استضافة كأس العالم 2022، رافضين "حملات التشويه والتشكيك المغرضة" التي تتعرض لها قطر قبل أسابيع من انطلاق المونديال.

وجاء في البيان الختامي للقمة "نعلن مساندتنا لدولة قطر التي تتأهب لاحتضان نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022".

وأضاف البيان "نؤكد ثقتنا التامة في قدرتها على تنظيم طبعة متميزة لهذه التظاهرة العالمية، ورفضَنا حملات التشويه والتشكيك المغرضة التي تطالها".

تعليق عبر الفيس بوك