رسالة لمسؤول

 

أحمد بن موسى البلوشي

 

النقد وجد منذ وجود البشرية، وهو إحدى الممارسات التي يمارسها الإنسان بصفة مستمرة، ويعرفه البعض على أنه "الحكم على المزايا والعيوب لشيء ما"، سواء كان الحكم إيجابيا أم سلبيا، ومن خلال هذه الأحكام يمكننا أن نميز بين الناقد الإيجابي والناقد السلبي.

أتحدث هنا عن نقدنا نحن كمواطنين للمشاريع والأعمال الحكومية الصغيرة أو ربما نسميها البسيطة التي نراها. الكثيرون منا يتفننون في النقد لكل ما يذكر أمامهم من أعمال ومشاريع، وكل مسؤول ناجح، يكاد لا يعجبهم شيء، هوايتهم الحقيقية النقد السلبي، ومخالفة وجهات النظر الأخرى دون طرح حلول لكل العيوب التي يرونها، نقد لا يستند للحكمة والدليل. ولكن في الجانب الآخر هناك بعض المواطنين يقومون بالانتقاد البناء للأعمال والمشاريع التي يرونها بهدف تصحيح العيوب وتقويم هذه الأعمال. وهنا يجب على المسؤولين أن يستفيدوا من هذه الملاحظات والانتقادات الإيجابية، فكلنا نعي أن الأخطاء واردة في بعض المشاريع والأعمال، ولكن عدم الأخذ بآراء المواطنين ووجهات نظرهم الإيجابية والتي يجمع الكثيرون منا على أنها سليمة تبقى هي المشكلة.

يمكن القول إن بعض المسؤولين ومتخذي القرار لا يستسيغون أمر النقد بسهولة، وبالأخص إذا كان النقد موجهًا من المواطنين، فبعض المشاريع البسيطة التي أحيانًا مدة إنجازها لا تتجاوز 10 أيام، يستغرق تنفيذها مدة طويلة قد تصل لشهر وربما أكثر، وعندما تقدم نقدك للجهة أو المؤسسة المختصة تأتيك ردود غير مقنعة تدل على عدم وعي وفهم، تأخر مصالح المواطنين من هذه المشاريع من المسؤول عنه؟ الضرر الذي يعانيه المواطنون أثناء تنفيذ هذه الأعمال من المسؤول عنه؟ أحيانًا يُقال لك إنَّ الشركة المنفذة للمشروع هي المسؤولة، وهل يعقل أن هذه الشركة ليس عليها رقيب وحسيب؟ أليس في القانون بند متابعة أعمال هذه الشركة ونسب إنجازها؟ أم أنه مجرد عذر وإجابة لاستفسارات وانتقادات المواطنين.

كلنا مع هذه المشاريع والأعمال التطويرية لما تعود به بالنفع على الوطن، ولما توفره من خدمات للمواطنين، ولكن تأخر إنجازها يعود بالسلب علينا وربما يكلفنا الكثير كمواطنين، فهل من المعقول إصلاح حفرة في شارع الخدمات يحتاج لمدة تتجاوز الشهر! فالجهة الحكومية مشكورة استجابت لنداء المواطنين لإصلاح الضرر الحادث بالطريق، ولكن منذ إزالة طبقة الأسفلت سيكمل المشروع شهره الأول ولم يتحرك ساكن، أصبح الطريق مغلقًا، مع ازدحام المركبات وتنامي خطر تصادمها، فضلًا عن إزعاج سكان المنطقة. وربما يسأل السائل: هل استفسرت من هذه الجهة عن أسباب التأخير والإشكاليات في المشروع؟ والإجابة هنا هي ليس من المطلوب والضروري على المواطن أن يستفسر عن كل مشروع يتعثر أو يتأخر؛ لأنَّ هذا من اختصاص ودور الجهات ذات العلاقة والموظفين القائمين عليها.

أخيرًا نقول إنَّ تعثر إنجاز الكثير من المشاريع ربما لا يعني فشلها، بقدر ما يعني إنجازه في الوقت غير المحدد له، وربما يكون بجودة أقل وتكاليف أكثر مما اعتمدت له، وحتى تنجح هذه الأعمال والمشاريع لا بُد أن تكون هناك خطط توضع لإنجازها، وأهداف ترسم لتحقيق المطلوب منها، ومتابعة مستمرة ودقيقة من المسؤول عنها.

تعليق عبر الفيس بوك