علي بن بدر البوسعيدي
المتابع لمسيرة العلاقات العمانية السعودية يجد ما تزخر به من قواسم مشتركة بفضل العلاقات المتميزة القائمة بين البلدين، وحرص قيادتي الدولتين على تحقيق كل ما من شأنه أن يدعم المصالح المشتركة ويحقق تطلعات الشعبين العماني والسعودي الشقيقين.
ولا شك أن الزيارة الكريمة التي قام بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- إلى المملكة العربية السعودية، والزيارة الطيبة التي قام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى سلطنة عمان، فضلًا عن الزيارات المتعددة لكبار المسؤولين في كلا البلدين، من شأنها أن تدعم مسيرة تطور العلاقات وتسهم في تسريع وتيرة تنفيذ المشاريع المشتركة بين البلدين. فخلال الشهور القليلة الماضية وقعت سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية العديد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات والبرامج التنفيذية، بهدف ترسيخ التعاون الثنائي وإطلاق العديد من المشاريع الاقتصادية الواعدة. ولعل أحدث مستجدات هذه المشاريع إعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عن تأسيس شركة استثمارية سعودية في سلطنة عُمان، وهي الشركة التي من شأنها أن تساعد في جهود مضاعفة الاستثمارات السعودية في السلطنة، التي تمثل سوقًا واعدة في المنطقة، ونافذة للمنتجات السعودية إلى الأسواق في آسيا وأفريقيا.
وبنظرة سريعة إلى ما تشهده المملكة العربية السعودية من نمو في شتى القطاعات، وهو ما حدا بالمؤسسات العمانية الحكومية والخاصة أن تحرص على المشاركة في العديد من الفعاليات والمناشط في المملكة، ومنها مشاركة 30 مؤسسة عمانية صغيرة ومتوسطة في فعاليات معرض المؤسسات العمانية الصغيرة والمتوسطة العمانية بالتعاون مع سفارة سلطنة عُمان في المملكة العربية السعودية، الأمر الذي ساهم في تعريف أعداد كبيرة من السعوديين بالمنتجات العمانية، لا سيما في المنتجات الحرفية التي تشتهر بها عُمان.
وختامًا.. إن ما تشهده العلاقات العمانية السعودية من تطوّر في مختلف المجالات، إنما يعكس الحرص المتبادل من قيادتي البلدين بما يحقق آمال وتطلعات المواطنين في الدولتين، ويواكب المتغيرات والتطورات في العالم من حولنا.