الأجنحة العالقة

 

مريم الشكيلية

 

لا أعلم إن كنت سوف تصمت بعد هذا العبث الفوضوي، بعد أن صنعت من صوتك معاطف شتوية محكمة الأزرار كحديثك الذي أغلقته بعد نقطة صفر عند آخر السطر.

كنت على مقربة من ظلك الذي تهاوى بعد كل هذه الرسائل المبعثرة على طاولة صمت واختناق، لا شيء عدا هذا الصقيع الحبري الذي جمد أطرافي.

يا أنت أتعلم كيف يكون إيقاع تنفسك حين تحبس عشرات الشهقات بين صوتك وحديثك بين ما يمكن أن تبوح به وبين ما يغوص في قاع أعماقك؟

أقسى اللحظات عندما تكون وحيدًا، إلا من انهياراتك وأن تكون بين حريق يشتعل في داخلك وبين جليد يجمد حتى أطراف ظلك.

أعمق الكلمات التي تظل عالقة في جدائل حنجرتك عندما تخلد إلى أسرة وحدتك إلى تلك الشراشف الباردة وفي لحظة يسقط رأسك في وسائدك تزورك حفنة من شريط الذاكرة يسردك بصمت وكأنه يعيدك إلى أول الوجع.

كثيرًا من الأحيان تشعر بأنك تحلق في الفراغ بأجنحة عالقة في مقنصة الحياة وتحاول أن تنتزع فرحك وترفرف كطائر حر.

تعليق عبر الفيس بوك