بالعلم تنهض الأمم

 

راشد بن حميد الراشدي **

 

دول تنهض ودول تموت، وقوى تُنهك وتُصرع، وقوى تقوى وتسود.. من هذه المنطلقات ولكل لبيب عاقل متتبع للأحداث من حوله وما صاحب هذه الأحداث، يستطيع رؤية صعود دول على قمة الهرم بفضل تقدمها العلمي والتكنولوجي وتقنية المعلومات وسرعة تطورها مما مكنها لتسود العالم اليوم باختراعاتها ومشاريعها العلمية المتقدمة مع اهتمامها بالمجالات البحثية في جميع القطاعات وتمكنها من تسليح نفسها أولًا بالعلم والعلماء، وثانيًا بتقدمها التقني والذي مكنها من قيادة العالم بقوة العلم ومنابع الفكر وحاجة الجميع لها لتقدمها العلمي والتقني وصناعاتها المتطورة.

والاهتمام بالعلم غذاء الروح والجسد هو أساس التقدم والرخاء ونجاح أي دولة والمحافظة على قوتها وكينونتها ومكانتها بين دول العالم.

ومن هذه الثوابت التي تحدث في العالم من حولنا انطلقت عدة دول تسابق الركب في تهيئة أبنائها وتسليحهم بالعلم النافع وإنشاء معاهد ومؤسسات ضخمة للبحوث والابتكار والاختراعات وبذل الغالي والنفيس من أجلهم وإيجاد البيئة الحاضنة لكل مشاريعهم وابتكاراتهم وأفكارهم الخلاقة.

وسلطنة عمان ولادة للمبدعين والمتميزين في مختلف المجالات والذين أثبتوا كفاءتهم في كل المحافل والميادين العلمية والثقافية حيث يمكننا من خلال تشجيع وصقل خبرات الطلبة المبتكرين ورعاية ابتكاراتهم واختراعاتهم النجاح في سباق التقدم بين دول العالم.

وقد أثبت عدد كبير من أبناء سلطنة عمان تميزهم عالميا بفوزهم المستحق وحصولهم على أعلى مراتب المخترعين والمبتكرين والمتميزين في مختلف المجالات الصحية والبيئية والعلمية والعسكرية والتقنية وغيرها من المجالات على مستوى العالم التي شاركوا فيها.

إن توفير التعليم النوعي لطلابنا في مختلف مدارس سلطنة عُمان وتهيئة البيئة التعليمية المناسبة وبذل المال والجهد والدعم الكبير لهذا القطاع الحيوي وتنظيمه بالشكل المطلوب وفق أسس ورؤى سليمة تشجع الطالب وتنمي مهاراته العلمية في مختلف المجالات وحسب ميوله واهتماماته وكذلك متابعة ذلك الطالب واحتياجاته في المرحلة الجامعية حسب رغباته مع وجود بيئة العمل المناسبة بعد تخرجه وتفوقه في مجاله الذي يطمح إليه سوف يُخرج لنا أجيالا ستنهض بالبلاد في مختلف مجالات الحياة وستكون نواة لهذا الوطن وأحد أركانه التي تتقدم بها الأمم من حولنا.

فبالعلم تنهض الأمم وتتقدم  وبالجهل تتقهقر الأمم وتموت؛ فليس أمام الوطن الغالي العزيز سوى طريق العلم والفلاح، ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حض على العلم لما فيه من مكارم للبشرية والإنسان وتجارب دول العالم من حولنا قديماً وحديثاً لم ينهض بها سوى العلم والعلماء وسلطنة عمان تستحق الخير والنماء والتقدم.

من هنا وجب علينا الاهتمام بقطاع التعليم بشكل أوسع وأشمل وسلطنة عمان منذ بداية نهضتها اهتمت بالتعليم فجنت ثمار ذلك البذل والعطاء؛ دولة عصرية حديثة سلاح أبنائها العلم فكانت نهضتها في مختلف المجالات التي يحتاجها الوطن أنموذجا للدولة العصرية.

واليوم نشد بعد 52 عاما من النهضة على عضد المسؤولين في الاهتمام بهذا القطاع الحيوي الذي يعد عصب الحياة لوطن له أمجاده وتاريخه العريق في الاهتمام بالعلم ونبوغ عدد من أبنائه على مدى التاريخ وفي مجالات العلوم المختلفة وذلك من خلال الاهتمام بالتعليم وتهيئة كل الوسائل والإمكانيات المادية والبشرية وإنشاء مراكز البحوث والمؤسسات الحاضنة لكل مخرجات التعليم وتشجيع وتبني المبتكرين والنوابغ في مجالاتهم المختلفة لكي تنهض سلطنة عُمان مثل باقي دول العالم صناعةً وتقدماً وتطوراً، ولن يكون ذلك إلا بجودة التعليم وتهيئة السبل والاماكن المناسبة لكل أولئك الخريجين. فلن تبنى الأوطان وتتقدم إلا بالعلم، ولن تبنى الأوطان إلا بسواعد أبنائها؛ فبالعلم تنهض الأمم وتتقدم.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها ورزقهم الخير كله وأسبغ عليهم نعمه وفضائله فبالعلم تبنى الأوطان.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية