القواعد الأربعون للاحتفال بيوم المرأة

 

أم كلثوم الفارسية

للنساء اللاتي لا يقرأن لكنهن علّمن أبناءهن ما لا تسطيع الجامعات العالمية تعليمه، النساء اللاتي يخبزن الحب كل صباح ويغلفنه بالدعاء شطيرة شهية ترافق أطفالهن ذهابًا إلى المدارس، للنساء اللاتي يتمتمن آناء الليل وأطراف النهار حرزًا إيمانيًا ليبارك الله أبنائهن، النساء اللاتي يصنعن من المواجع ضفائر ذهبية طويلة طويلة جدًا تزين وجه الحياة، النساء اللاتي يحكن الأيام القاسية ثوباً أبيض يجابهن به سواد الأيام، النساء اللاتي خلقن من حب ونور معجزة إلهية كخيط الفجر الأبيض الذي يميز ليل الأيام عن نهاره، النساء اللاتي يقتطعن من عمرهن حياة يهبنها بحب للأبناء والآباء للنساء اللاتي يخترن (هم) على (أنا) عند كل مفترق حياة، النساء اللاتي يغسلن بدموعهن تعب الزمن ومرارة الأيام، النساء اللاتي لا يعملن لكنهن لا يدخرن وسيلة لمساعدة الزوج وتلبية احتياجات الأبناء، لقلوب النساء التي انهكتها المقارنات وأفسدت عليها فرحتها المعلبات الفكرية، للنساء اللاتي ما زلن عالقات بين ما يردنه حقًا وبين ما يُريده الناس منهن، للنساء اللاتي شوهت معاييرُ مشهورات "السوشيل ميديا" فكرَهن ومشاعرهن عن أنفسهن والحياة فأصبحن بوعي زائف وتشويش بشع بين الصورة والحقيقة، للنساء اللاتي اخترن الصبر حنظلة مُرّة في حلوقهن عندما كان السؤال أنتِ أم الأسرة؟ للنساء في كل بقعة على خريطة المشاعر وفي كل مشهد في فيلم الحياة.. أنتِ الرحم الذي يحمل الأجنة والقلب الذي يحمل كل ما يحتاجه العالم لصناعة الإنسان والأوطان، أنتِ من تهبين الأشياء معناها مع كل وهن ومع كل ضعف أنت تصنعين القوة وتُعطين الجمال.

أذكر هنا ما قالته مريم نور في كتابها "المرأة": "إن دور المرأة في الأساس هو دفع الرجل إلى الدفء السماوي لأنها تملك الطاقة للصعود والارتقاء لذلك نرى أن الرجل عندما يموت يرفع باسمه وباسم أمه معه فلان ابن فلانة... هي الحضن والرحم والطاقة إلى الرحمن".

دعونا نتفق يا رفيقات القدر أننا على اختلاف قصصنا وتمايز آمالنا وآلامنا نمثل وحدة فطرية فلنحتفل بوحدتنا على طريقتنا الأنثوية نحن لا نحتاج في هذا اليوم قوالب الحلوى ولا باقات الزهور ولا هتافات النسوية التي ترمي إلى التفريق بيننا وبين الرجال لأنَّ ما جمعه الله لا يفرقه الإنسان نحن سويا مفاتيح خريطة البشرية نكملها ونتممها نحن لبعضنا جمالا وقوة وحكمة فقط كل ما نحتاجه دربا واضحا يوصلنا إلى ذواتنا ويعمق اتصالنا بأنفسنا؛ لذلك كانت القاعدة الأولى إلى القاعدة الأربعين هي "تعرفي عليكِ" !!! واصنعي وعيكِ الذاتي المنبثق عن تجاربك الشخصية الخاصة، عيشي عالمك الخاص أنتِ لا أحد غيرك يضع قوانينه هذه الأيام لم تأتِ عبثا؛ بل جاءت لتخبرك بأنك اللغز والحل والقفل والمفتاح، ولن تبلغي سر السعادة إلا من خلال حبكِ لنفسك وإعطائها حقها من الفرح والحب والإنجاز هكذا أنتِ تحتفلين بك بما يليق بكيانك الاستثنائي الذي أوجده الله تعالى عندما خلق الخليقة لعلمه جلَّ في علاه بأنَّ حياة صعبة كهذه لا يزينها سوى قلب امرأة أحب فأخلص وأعطى فوفّى.

تعليق عبر الفيس بوك