دبي - رويترز
قالت السلطة القضائية في إيران اليوم الاثنين إن ثمانية سجناء لاقوا حتفهم جراء حريق في سجن إيفين بطهران، ارتفاعا من أربعة، في حادث يزيد الضغوط على الحكومة التي تواجه بالفعل احتجاجات بسبب وفاة امرأة على أثر احتجاز شرطة الأخلاق لها.
وأثارت وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما في 16 سبتمبر أيلول احتجاجات بجميع أنحاء البلاد تحاول السلطات إخمادها بالقوة.
وقال القضاء الإيراني إن جميع القتلى الثمانية سجناء من عنبر جرائم السرقة. ويُحتجز في سجن إيفين أيضا كثيرون ممن يواجهون تهما أمنية، ومن بينهم إيرانيون مزدوجو الجنسية.
وقالت السلطات، إن حريقا أُضرم في ورشة بالسجن "بعد شجار بين عدد من النزلاء المدانين بجرائم مالية وسرقة". وذكرت وسائل إعلام رسمية أمس الأحد أن الوفيات الأربع الأولى نجمت عن استنشاق الدخان وأن أكثر من 60 أصيبوا، أربعة منهم في حالة خطيرة.
وقالت صحيفة (إيران) الحكومية في تعليق لها إن القوات المعادية للثورة خططت للحريق، بمساعدة أجهزة استخبارات أجنبية، من أجل جذب الاهتمام الدولي للاضطرابات في البلاد.
وألقى غلام حسين محسني رئيس السلطة القضائية في إيران باللوم في الحريق على "عملاء لأعداء إيران" اليوم الاثنين، في حين قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن هذا الحدث يمكن أن يقع في أي دولة.
وأظهرت مقاطع مصورة ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي نقل عشرات السجناء السياسيين الإيرانيين من سجن إيفين إلى سجون أخرى. وقال أقاربهم إنهم لا يعرفون سبب النقل وإنهم قلقون بشأن سلامتهم.
واتهمت إيران الدول التي أعربت عن دعمها للاحتجاجات بالتدخل في شؤونها الداخلية، وأنحى الرئيس إبراهيم رئيسي باللائمة أمس الأحد على نظيره الأمريكي جو بايدن في إثارة "الفوضى والإرهاب والدمار" في إيران.
وكان بايدن والاتحاد الأوروبي من بين أولئك الذين انتقدوا حملة طهران القمعية على المتظاهرين، ويدرس الاتحاد الأوروبي فرض تجميد أصول وحظر سفر على 15 إيرانيا ممن لهم علاقة بقمع الاحتجاجات.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك للصحفيين في لوكسمبورج "سنطلق... حزمة عقوبات اليوم لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم الوحشية ضد النساء والشباب والرجال".
وأضافت "من بين هؤلاء المدرجين في القائمة ما يسمى بشرطة الأخلاق.. شرطة الأخلاق تسمية خاطئة في الواقع نظرا للجرائم التي تُرتكب هناك".
* منطقة الأكراد
تحولت احتجاجات أشعلتها وفاة مهسا أميني (22 عاما) في 16 سبتمبر إلى واحدة من أشد التحديات التي واجهتها الحكومة الدينية في إيران منذ ثورة 1979، إذ دعا المتظاهرون إلى إسقاط المؤسسة الحاكمة، مع أن الاضطرابات ليست بصدد الإطاحة بالنظام فيما يبدو.
واستؤنفت الاحتجاجات في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين في يزد وعدة مدن أخرى بما في ذلك بيرانشهر في الشمال الغربي وطهران.
ونشر حساب (تصوير1500) على تويتر مقطعا مصورا يظهر فيه أشخاص يشعلون النار في الإطارات بالشوارع ويدعون بالموت على المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.
ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة المقاطع.
ويحاول الزعماء الدينيون في إيران تصوير الاحتجاجات الغاضبة المرتبطة بوفاة مهسا أميني على أنها انتفاضة انفصالية من جانب الأكراد تهدد وحدة الأمة وليس حكم رجال الدين.
ونشرت إيران قوات الباسيج، وهي قوات عسكرية تطوعية، لتتصدر جهود قمع الاضطرابات الشعبية، لكنها فشلت في احتواء الاحتجاجات.
وبدأت قوات الحرس الثوري، التي لم تشارك في حملة القمع، تدريبات عسكرية اليوم الاثنين.
وقالت جماعات حقوقية إن 240 متظاهرا على الأقل لاقوا حتفهم بينهم 32 قاصرا. وقالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الانسان (هرانا) يوم السبت إن أكثر من 8000 شخص اعتقلوا في 111 مدينة وبلدة. ولم تنشر السلطات حصيلة القتلى.
وتنفي إيران، التي ألقت باللوم في العنف على أعداء في الداخل والخارج، قيام قوات الأمن بقتل محتجين. وقالت وسائل إعلام رسمية يوم السبت إن 26 فردا على الأقل من قوات الامن قتلوا على يد "مثيري الشغب".