بيئة سليمة

 

 

عائشة بنت أحمد بن سويدان البلوشية

 

"من هنا تتنفس الأرض" كان عنوان مقال كتبته لجريدة الرُّؤية في ٢١ ديسمبر ٢٠١٤م، يتحدَّث عن اكتشاف الجيولوجي بجامعة كولومبيا- نيويورك (بيتر كالامان) الذي اجتمع مع ثمانين عالمًا في سلطنة عمان في تلك الفترة، وكان اكتشافه عن صخور "البيريدوتايت" على سطح الأرض وهي ميزة حباها الله بلادي الغالية عمان، فالتواجد الطبيعي لهذه الصخور يكون عادة بعمق ثلاثين كيلومترا تحت الأرض، لكنهم وجدوه على سطح الأرض في سلطنة عمان، وأن إحداث الثقوب في هذه الصخور سوف يُساعد على امتصاصها لغاز ثاني الكربون المتدفق مع الماء، فقد ظل العلماء يعدون غابات الأمازون رئة العالم ومتنفس الأرض، ومع  اكتشاف العلماء صخور "البيريدوتايت" فقد كان اكتشاف وجود الرئة الأخرى في سلطنة عمان، وهذا ما شهد به مجدي سعد رئيس تحرير مجلة "علم وعالم".

 

تابع الكثير منِّا مساء الجمعة ١٤ أكتوبر ٢٠٢٢م الحلقة الأخيرة لبرنامج نجوم العلوم في دورته الرابعة عشرة، والشوق والحماس يعترينا ودعواتنا وأصواتنا ترافق الرائعة "سمية بنت سعيد السيابية"، التي توجت عن استحقاق بالمركز الأول لتصبح أول امرأة تحصل على اللقب في هذا البرنامج العلمي الثري، فقد كان الابتكار الذي تقدمت به من أروع الابتكارات التي تعود بالنفع العظيم على الأحياء جميعاً وليس حكرًا على الإنسانية فقط، فكم انطلقت أنات الوجع والألم من كل جنبات الأرض من أطنان البلاستيك المتحللة وغير المتحللة في الماء أو التراب، ليأتي هذا المصفى "الفلتر" ويرفع هذا الثقل الجاثم على رئة الأرض، ويؤكد للعالم أجمع بأنَّ عمان هي رسالة السلام البيئي على وجه الأرض، وأن العماني رسول سلام فيها.

 

اليوم ونحن نهنئ بعضنا بعضا بهذا الإنجاز العلمي البيئي الرائد نؤكد أن عمان تزخر بالكثير من المواهب والمبتكرين والعلماء والأدباء والمفكرين في جميع الشرائح العمرية، وأن مثل هذه المشاركات ما هي إلا غيض من فيض، وأن فوز سمية السيابية في شهر أكتوبر هو بمثابة إهداء رفيع المستوى للمرأة العمانية، صاحبه فوز آخر بتتويج الكاتبة الرائعة "بشرى بنت خلفان الوهيبية" بالمركز الأول بجائزة كتارا للرواية العربية، ونيل "المهندسة عائشة البادية" المركز الأول في مسابقة الجمعية البحثية للطلاب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام ٢٠٢٢م، واختيار البرلمان الدولي "المكرمة د.منى بنت أحمد السعدون" ممثلة للمجموعة العربية في لجنة صياغة البند الطارئ لأعمال الجمعية العامة، وفوز الفنانة "سناء بنت سعيد الحميدية" بجائزة أفضل فنانة تشكيلية عربية شابة لعام ٢٠٢٢م عن فئة الفن الواقعي في بطولة كأس العالم للمبدعين العرب، هذه الإنجازات ليست وليدة اليوم والليلة، ولكنها دليل دامغ على أن المرأة العمانية نالت حقها من خلال وجود بيئة صحية من التعليم والتمكين في بلادها لتخرج إلى العالم وتضع بصماتها في شتى المجالات العلمية والأدبية والفنية.

 

------------------------------------------

 

توقيع:

العلم يرفع بيوتاً لا عماد لها //  والجهل يهدم بيوت العز والكرم

حافظ إبراهيم.