علي بن بدر البوسعيدي
حلّ جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، ضيفًا عزيزًا على سلطنة عُمان؛ حيث كان حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- في مقدمة مستقبليه، كما أجريت مراسم استقبال رسمية احتفاءً بالعاهل الأردني.
والعلاقات بين عُمان والأردن تمتد لعقود طويلة، وتتسم بالأخوة والتعاون المشترك في مختلف المجالات، لا سيما المجال الاقتصادي؛ حيث وصل التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين بنهاية عام 2021 إلى 152 مليون دولار أمريكي، وهو رقم بلا شك سيزيد في أعقاب هذه الزيارة. كما إن الإحصائيات تشير إلى أن صادرات الأردن إلى عُمان بلغت 30 مليون دولار أمريكي بنهاية يوليو الماضي، بينما وصلت الصادرات العمانية إلى الأردن إلى 39 مليون دولار أمريكي.
وكما هو الحال في مختلف زيارات ملوك ورؤساء الدول، فإن التوقعات تشير إلى اعتزام البلدين توقيع عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات التي تعزز من مستوى العلاقات بين البلدين؛ حيث يعمل الجانبان على توقيع اتفاقيات جديدة تساعد على دعم علاقات البلدين المميزة نحو مزيد من التقدم، ولذلك من المؤمل أن تتضمن هذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم إجراءات تسهم في تذليل التحديات والعقبات أمام نمو التبادل التجاري، وهنا يُعوّل كثيرًا على دور القطاع الخاص في البلدين لأخذ زمام المبادرة والعمل على الاستفادة من الفرص المتاحة في مختلف المجالات، ولا سيما الاستفادة من التسهيلات التي تُقدمها السلطنة للمستثمرين الأجانب، والعمل على الربط بين موانئ السلطنة وميناء العقبة الأردني مباشرة.
وعُمان تزخر بمناطق صناعية وحرة واقتصادية، ومن بينها المنطقة الاقتصادية الخاصة في الدقم، والتي توفر للجميع تسهيلات وميزات استثمارية تفتح الباب أمام نهضة اقتصادية كبيرة، خاصة في القطاع السياحي والصناعي واللوجستي والطاقة المتجددة والشحن البحري وغيرها من القطاعات.
ومما يمكن أن نشيرُ إليه أيضًا في هذا السياق، التعاون الكبير بين البلدين في المجال التعليمي والتدريبي، حيث يتلقى طلابنا المبتعثين إلى الأردن تعليمًا جيدًا في أكبر الجامعات الأردنية وأعرقها، كما إن عددا من المعلمين والأكاديميين الأردنيين يعملون في سلطنة عمان وينقلون خبراتهم إلى مختلف الطلاب.
وختامًا.. إنّ الآفاق المستقبلية بين عُمان والأردن واعدة للغاية، في ضوء ما تحظى به العلاقات الثنائية من اهتمام سامٍ من قيادتي البلدين الشقيقين، وكُلنا آمال في أن تسهم هذه الزيارة الكريمة في مزيد من الرخاء والاستقرار لكلا البلدين.