عُمان والإمارات.. العلاقات الأبدية

 

علي بن سالم الراشدي

 

ما يُميز علاقة سلطنة عُمان بدولة الإمارات العربية المتحدة هو التداخل الحدودي والأسري بحيث يصاب من يزور مُحافظة مسندم بنوع من الغرابة وهو ينتقل من ولاية عُمانية إلى إمارة إمارتية والعكس صحيح.

وأذكر أنني كنت برفقة وفد صحفي خرجنا من إمارة دبي إلى منطقة "حتى" التابعة لدبي ومررنا بولاية محضة ليصرخ أحدهم متعجباً كيف نكون في الإمارات ثم ندخل عُمان ثم نخرج منها إلى الإمارات مرة أخرى وقس على ذلك ولاية دبا.

هذه الخصوصية المتفردة عالمياً يضاف إليها التداخل الأسرى حيث تتوزع القبائل بين الدولتين لتشكلان تكاملا لنسيج واحد من الصعب أن تعصف به حوادث الدنيا، فلاغرابة أن تجد الأب يحمل جنسية إماراتية والابن يحمل جنسية عُمانية وكذلك العكس، ويمكن مشاهدة هذا التمازج الأسرى أيام الأعياد حيث تجتمع الأسر في بيت واحد بينما أرقام السيارات في الخارج تحكي مدى ترابط البلدين.

ولقد أدرك الزعيمان الكبيران السلطان قابوس بن سعيد والشيخ زايد بن سلطان- رحمهما الله- عُمق هذه العلاقات فكان حتى بداية التسعينيات من القرن الماضي لا حدود بين البلدين، فهما بلد واحد، وحتى عندما حتَّم الأمر إيجاد الحدود، ظلت هناك خصوصية لمواطني البلدين في الدخول وفي التعامل. وقد حرص الشيخ زايد على زيارة السلطان قابوس سنويًا كعادة ظلت تُؤكد رسوخ هذه العلاقات الكبيرة ومدى حرص القائدين على تعزيزها.

وتأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة إلى السلطنة لتؤكد عمق هذه العلاقات ولترسي مرحلة جديدة من مسيرة هذا التاريخ المشترك خاصة وأن الزعيمين توليا زعامة بلديهما في فترة مُتقاربة، فهناك العديد من الملفات سوف تناقش في هذه الزيارة التاريخية سوف تُعزز من عمق هذه العلاقات وتكسبها مزيدًا من القوة؛ فالسلطنة أكبر شريك تجاري للإمارات، كما إن السياح العُمانيين يحتلون المرتبة الأولى بالنسبة لزائري دولة الإمارات، وهناك عدد من المشاريع الاستثمارية المستركة بين البلدين وتعاون كبير في مجال تبادل السياح.

كمواطن عُماني أتمنى أن نصل إلى اليوم الذي نصل فيه إلى إلغاء الحدود بين البلدين بحيث يُسمح بحرية التنقل بدون أي هويات في تكامل نتمنى أن يكون قدوة لباقي دول الخليج.

في الأخير، تظل العلاقات مع دولة الإمارات لها خصوصية خاصة جدا فهي الأقرب لنا تاريخيًا وحدوديًا وأسريًا، وتظل الدولتان تساند إحداهما الأخرى، فما يجمعنا الدم والمصير المشترك والتاريخ والعادات والتقاليد.

تعليق عبر الفيس بوك