قصص من أروقة المستشفى السلطاني

د. حارث بن عبدالله الحارثي

رُزقنا في عائلة المُستشفى السلطاني بمئات الآلاف من البنات والأبناء، فالمستشفى السلطاني هو سفينة كبيرة تجمع المتناقضات الإنسانية، في هذا المستشفى تبدأ حياة وتنتهي، يتوارى الألم بالأمل، تشرق السعادة بين سحب الخوف.

والمستشفى السلطاني عالم مليء بالقصص الجميلة المُشرقة، التي يمكن أن نحكيها ونشارك معكم القطع المختلفة لفسيفساء الحالات الإنسانية التي نتعامل معها كل يوم. أقسام وأجنحة ووحدات المستشفى السلطاني تضج بالحياة وبالقصص والمواقف، ابتسام وسرور محيا الأمهات بعد ألم ومُعاناة مخاض الولادة، وهن يستمعن لأوَّل مرة إلى "بكاء بنت أو ابن جديد لعُمان" انتظرنه بترقب طوال 9 أشهر. من قلق عند وصولها، وألم عند تنويمها، وسعادة عند ترخيصها، شاركناها كل اللحظات وكنَّا بالقرب منها ممسكين بيدها ويد طفلها. هي بنتنا قبل أن تكون بنت أبويها وكلنا نحبها.

المستشفى السلطاني هو سفينة كبيرة تجمع المتناقضات الإنسانية، في السلطاني تبدأ حياة وتنتهي، يتوارى الألم بالأمل، تشرق السعادة بين سحب الخوف. المستشفى السلطاني عالم مليء بالقصص الجميلة المشرقة، التي يمكن أن نحكيها ونشارك معكم القطع المختلفة لفسيفساء الحالات الإنسانية التي نتعامل معها كل يوم.

إشراقة السعادة والرضا على وجهي أب وأم، وهما يشاهدان ابنتهما ذات الثلاثة أعوام، تلعب في ممرات أقسام الأطفال، كانوا خائفين وجزعين عند إحضارهما لها لقسم طوارئ الأطفال، وهي في قمة الإعياء والتعب، بتنفس متسارع وحمى بللت وجنتيها الورديتين بالعرق، كنَّا معهما ندفع سريرها وهي متوجهة إلى جناح الأطفال، وظللنا هناك بجانبها طوال ساعات الليل والنهار، نتابعها بكل حرص، ونقدم لها أدويتها بكل انتظام. غمرتنا السعادة كما غمرت قلبي أبويها ونحن نراها تتحسن إلى أن استعادت عافيتها، ونترقب لحظة ترخيصها لتعود إلى إخوتها في المنزل.

المستشفى السلطاني سفينة كبيرة تجمع المتناقضات الإنسانية، في السلطاني تبدأ حياة وتنتهي، يتوارى الألم بالأمل، تشرق السعادة بين سحب الخوف. المستشفى السلطاني عالم مليء بالقصص الجميلة المشرقة، التي يمكن أن نحكيها ونشارك معكم القطع المختلفة لفسيفساء الحالات الإنسانية التي نتعامل معها كل يوم.

وهج الحب ينضح من عيني ابنة وهي تحتضن جدتها دافعة بكرسيها المدولب من خلال بوابة المستشفى الذهبية، عائدة بها إلى أمها وخالاتها المترقبين وصولها إلى منزلهم في صلالة للاطمئنان عليها، وممتنين لكل ما قدمناه لها وهي تحت رعايتنا وفي قلوبنا.

تعليق عبر الفيس بوك