في التسعين (13)

د. خالد بن حمد الغيلاني

Khalidalgailni@gmail.com

@Khalidalgailani

تتوالى الأحداث الرياضية بشكل مضطرد، كما إن تناولها بشكل مختلف ومن وجهات نظر متعددة، وحقيقة الأمر أن هذا التناول للقضايا الرياضية أمر محمود إن أسهم في تحريك المياه وجريان العمل بما يحقق الأهداف العامة.

بعد هذا المدخل؛ فإن التسديدة الأولى دعوة صادقة لممثل الوطن نادي السيب الرياضي الذي هو على عتبات إنجاز غير مسبوق للكرة العمانية يضعها في المسار الذي طالت سنوات السعي إليه، والعمل له، لكن مما يثير التساؤل والاستغراب دعوة لاعبي نادي السيب للمنتخب للمُشاركة في بطولة ودية، والنادي في أمس الحاجة لهؤلاء اللاعبين.

وحقيقة فإنَّ هذه الدعوة من إدارة المنتخب وجهازه مستغربة؛ فأيهما أولى بطولة ودية إعدادية أم نهائي بطولة يضع نادي السيب في نهائي قاري طال انتظاره؟

ثم أليس من حق نادي السيب التمسك بلاعبيه خاصة وأنَّ البطولة الودية ليست في موعد أيام الفيفا؟

في مثل هذه الأمور لابُد من ترتيب الأولويات، وتحديد أيهما أجدى لأهدافنا الرياضية الوطنية، وعلى أصحاب القرار في الاتحاد النظر بعين البصيرة والوقوف مع نادي السيب ممثل الوطن والسماح للاعبيه بالمشاركة معه، فإنجازهم إنجاز عماني، ويمكن للمنتخب دعوة غيرهم، ولعلها فرصة سانحة للوقوف على مستوى لاعبين جدد في المنتخب. ولنعلم أن ترتيب الأولويات أحد أهم أسباب النجاح وبلوغ الغايات.

أما التسديدة الثانية فهي للأندية الثلاثة الصاعدة لدوري عمانتل، وسواء كان الصعود عودة أو وفودا جديدا؛ فإن هذه الأندية تعاني حتى اللحظة في السير نحو هدفها المنشود، وأعلم تمام العلم أن إدارات هذه الأندية الثلاثة مجتهدة، وساعية بكل ما تستطيع لتكون علامة واضحة، ولها حضورها بين أندية دوري عمانتل، لكن الواقع يحتاج إلى وقفة حقيقية من كل الداعمين لهذه الأندية، ومساندة على كل الأصعدة. فلا يمكن لإداراتها القيام بالدور وحدها، فواقع الحال مختلف تماما، والتعامل مع أندية تمثل النخبة يحتاج بذلا وعملا لا يمكن أن تقوم به الإدارات وحدها.

ومن هنا دعوة لكل الداعمين في هذه الأندية للقيام بدورهم المعهود والمنشود تجاه أنديتهم، ولا يكون الصاعد هابطًا أبدًا. ولنعلم أن المحبة الحقة للنادي تعني الدعم والمُتابعة والحضور والوقفة الصادقة.

التسديدة الثالثة؛ لما يرافق العديد من الجمعيات العمومية للأندية من أحداث وتجاذبات وصراعات مردها إلى الدفع بمرشح دون الآخر، وأنا هنا لا أتحدث عن الانتخابات فهي حق مشروع نظمه القانون، ولكن ما يسبق موعد هذه الانتخابات من إجراءات وتجاوزات من البعض، تؤثر فيما بعد على نتائجها.

ومن أهداف الانتخابات منح الأعضاء فرصة التعبير عن رأيهم واختيار مرشحهم على أساس قدراته وعمله، ودوره في تحقيق الغايات، وليس على أساس المحسوبية ومن سدد عني اشتراكي.

لقد آن الأوان لتجد هذه الممارسات حزما من الجهة المسؤولة، ولا بد معها من تعديل الأنظمة بالشكل الذي يحقق الأهداف الوطنية، ويسير بالأندية نحو الغايات السامية، ويدفع نحو الإدارات بمن يملكون القدرة على العمل والبذل، ويتم تأطير أدوار الجمعيات بالشكل الذي يأتي مردوده إيجابيا ويعزز الحوكمة ويفتح آفاق العمل الرياضي بعيدا عن منغصات الأنا، وهذا من شيعتي وهذا من عدوي.

إن استقرار العمل بالأندية ينعكس على جودة العمل وتطوره؛ فإن كان عكس ذلك فلا مجال لتطوير حقيقي وفاعل.