د. خالد حمد الغيلاني
@khalidalgailani
لزحمة العمل وكثرة الارتباطات؛ لم تسنح لي الفرصة لكتابة مقال الأسبوع الماضي، وكما تعلمون فإنَّ الكتابة جهد عقلي وقلبي، تتطلب سكونًا داخليًا ليتمكن الإنسان من المضي قدمًا فيها، وهو أمر قد لا يتأتى في بعض الأحيان لكثرة المشاغل والأعباء.
عمومًا أيها الأعزاء الكرام أينما كنتم.. فإنَّ التسديدة الأولى للمشتغلين في الإعلام الرياضي وسواء كان هؤلاء من المجتهدين فيه أو الهواة أو ربما المتطفلين على هذا المجال الرحب الواسع الذي يمثل بيئة جاذبة للكثيرين، ودافعا نحو بلوغ شهرة عابرة للحدود، ومكاسب شخصية لربما لم يخطط البعض لبلوغها فأتته منساقة لسبب أو لآخر.
والمتابع لشأن الإعلام الرياضي يجده منقسما إلى فسطاطين رئيسين، وكل فسطاط منهما يسعى لجذب الأنظار إليه؛ والجذب ليس شرطا أن يكون لتحقيق مصالح خاصة، ولكن لإظهار أنه الأفضل والأكثر وضوحا ومصداقية، والمسألة مقبولة إلى حد ما إن كان التنافس بينهما منعكسا على تطوير هذا الإعلام الرياضي ومن ثم تطوير العمل الرياضي برمته.
لقد أنتج هذا التنافس السائر إلى التنافر إن لم يكن قد وصل فعلا أمورا أثرت بشكل أو بآخر على مسيرة العمل الرياضي، فدخل في العمل الإعلامي الرياضي هواة ومبتدئون لا ناقة لهم ولا جمل ولا إضافة ترجى إلا زيادة عدد هذا الفسطاط دون الآخر، فكثر دعاة التطوير والتمجيد حتى ظنَّ العديد من المشتغلين بالشأن الرياضي ألا عمل يرقى غير عملهم، ولا أريكم إلا ما أرى.
وإن كان لهذا الانقسام الذي لا يخفى على أحد أصوله التاريخية إن صحَّ التعبير ومرجعياته الفكرية، ومنشأه لقبول هذا ورفض ذاك وتنافس بين العلم والخبرة؛ إلا أنه في ظل اتساع الهوة بين الفريقين، والتراشق بينهما، ووصوله لمرحلة أراها بوضوح قد تجاوزت حدودنا الجغرافية فإنَّ العقل يدعو والواجب يأمر بضرورة رأب هذا الصدع وتوجيه المسار نحو طريقه الصحيح، وبكل شفافية ووضوح نحن بحاجة ماسة إلى أن يكون الإعلام الرياضي إعلامًا ناقدًا محكِّمًا (بكسر الكاف وتشديدها) إعلامًا واضحًا صريحًا، إعلامًا محللًا يغوص في عمق القضايا ويضع لها حلولها بعد عرضها بكل مهنية، إعلامًا أخلاقيًا بامتياز، إعلامًا نوقره ونُقدره، إعلامًا مؤثرًا صانعًا، نُريد إعلامًا يُظهر الحقيقة كما هي دون تهويل ولا تطبيل ولا ادعاء.
أما من يميل لطرف دون آخر ميلًا فيه ما فيه من الغلو والبعد عن الواقع والموضوعية؛ فهذا مسلك ضرره أكثر من نفعه؛ فهو لا يظهر الصورة الحقيقية، ويبعث برسائل للمجتمع غير واقعية، ويذهب بالمعنيين نحو مدح غير مستحق، ومآثر لا أصل لها، وبالتالي ينعكس كل ذلك على ما يؤمله المجتمع من الإعلام الرياضي، وما يرجوه من العمل في هذا المجال بكل تفاصيله ودهاليزه.
والسؤال ربما أي الفريقين أحق بالقرب والدعم والمساندة؟ والصحيح بدلًا من هذا السؤال أن نكون جميعًا يدًا بيد نحو ما نتمناه على الحقيقة من إعلامنا الرياضي الذي نفخر به.
أما التسديدة الثانية.. فتسديدة إكبار وإجلال لنادي السيب الرياضي، هذا النادي المثالي بما تعنيه الكلمة، واضحة خططه وأهدافه، وله قيادة رياضية فذة عبرت به نحو الاستدامة والاستمرار، وأطرت له كل أسباب النجاح والتفوق، قيادة ضنَّ الزمان بمثلها، وتوفرت له إدارة واعية تعلم دورها فتقوم به وواجبها فتعمد إليه بكل منهجية وبذل، وقاعدة جماهيرية محبة وعاشقة، تقف للنادي في كل موقف وقفة الواثق في قدرات لاعبيه وشبابه؛ فهنيئًا لنادي السيب بكل مكوناته، وهنيئاً للوطن به، وحُق له أن يكون نادي الوطن.