التفكير الطموح

 

منى بنت حمد البلوشية

بعض الرؤى لها وقعٌ وأثر على أفكارنا، ففي إحدى الليالي راودني في المنام أنني أنتقي كتابا من بين رفوف مكتبتي لأقرأه، فأمسكت بكتاب "التفكير الطموح" لكاتبه ريوهو أوكاوا قائد ومؤسس مجموعة وأكاديمية العلم السعيد (Happy Science)، وهي مدرسة متوسطة وثانوية خاصة وجامعة، نُشر له أكثر من 2100 كتابٍ، وتُرجمت كتبه إلى 28 لغة مختلفة من لغات العالم، وفي اليوم التالي بحثت عن الكتاب من على الرفوف من بين الكتب، وفي حقيقة الأمر ولا أخفي عليكم، كنت قد وضعته وركنته جانبًا منذ مدة ولم أقرأه؛ بل كنت أقرأ كتبًا أخرى وتركته لوقت آخر حتى يحين دوره في القراءة.

كنت أشاهد الكتاب وأهمله، وأمسك بكتاب آخر، هنا شعرت بأنني فعلا أهملته وأصيب بشيء من الغيرة لعدم انتقائي له وتلمس صفحاته، وهذا شيء مضحك أن أقول هذا وفعلا ويحق للكتاب أن يفعل ذلك ويطاردني في المنام وتنتابه مشاعرالغيرة، نعم حتى الكتب تشعر بذلك الشعور وهي بالقرب ممن تحب، وهي تشاهد قارئها ينتقل من كتاب لآخر ويتركه حينها شعرت فعلا بأنني أهملته حتى أتى وقته.

أمسكت الكتاب لعل شيئا ما هناك مخبئ بداخله ليأتي في هذا الوقت بالذات، وبدأت أقرأه فوجدته ينشد للوصول إلى السعادة الحقيقية للبشر والتي ستستمر عبر حياتهم وعبر هذه الرغبة الصادقة، والكاتب يشجع من خلاله كل شخص أن يصل للفوز والنجاح وأنه يحاول أن يقدم الشجاعة والحكمة لمن يود فعلا أن يكون سعيدا وأن يجتاز كل التحديات والصعوبات التي تواجهه في الحياة.

من خلال التفكير الطموح هنا وضعت ذلك التفكير في أولئك الطلبة ممن تم قبولهم في الجامعات والكليات والبعثات بمختلف التخصصات والرغبات التي هي أمنياتهم وتحققت لهم بفضل الله تعالى ومن ثم بجهودهم وتاجا ألبسوه لوالديهم، إن الطموح الذي لابد لهم بإصرار وعزيمة أن يُكملوه وأن يتكلل ذلك بتخرجهم وهم بكامل عنفوان النجاح والتميز والسعادة التي سيكملونها بعد ذلك وأن يتسلحوا بقوة الإرادة والعزيمة لاستكمال مسيرتهم.

 وهنا لا ننسى أننا مقبلون على عام دراسي جديد، وطلبة مدارس جُدد ومعلمين جدد وممن كانوا ومازالوا مثلا أعلى للإنجاز والطموح ولكل تقدم أنجزه طلابهم، فلابد أن يتسلح الجميع بالتفكيرالطموح الذي ينمي روح التفاؤل والمضي قدمًا لأن يكون المُستقبل مزهرا وبكل عطاء واجتهاد يكون تميزهم.

هكذا يكون التفكير الطموح لكل منِّا لابد أن يتسلح به في شتى المجالات وأن يكون مؤثرا صالحا في مجتمعه وفي أي مؤسسة ينتمي إليها، لنكن العون لهم ولأنفسنا وألا نضع تحديات الحياة تثنينا عن مطلبنا.

فالتفكير الطموح الذي بين يدي جعلني أغوص في أشياء وجوانب عدة، علينا أن نخلقها من ذواتنا وأن يكون الرضا فوق كل شيء لأنَّ السعادة الحقيقية لا تتحقق إلا بعد أن يسكن الرضا جوارحنا وأن نؤمن بكل ما يختاره الله لنا.

والتفكير الطموح لكاتبه يقودنا لطريقة تفكيرنا وأنها هي الأهمية الحاسمة في حياتنا، وما من شك في أننا نصبح الشخص الذي نعتقد أنه نحن، ذلك ما تعلمه وهو طفل عندما كان يعاني من مركب نقص رهيب وفي رحلته للتغلب عليه، بدأ يتعلم أنه لا نستطيع إدخال تغيير إيجابي على حياتنا ما لم نغير طريقة تفكيرنا، ومن الأمور التي تعلمها في تجربته أن "المعرفة قوة" وهي مقولة مقتبسة عن فيلسوف غربي وتعني أن امتلاك معرفة عن شيء ما تمنحنا قوة.

وأكررُ أن التفكير الطموح يبدأ من الوالدين بعقلية تفكيرهم التي منها يستطيع الأبناء أن يُحققوا أعلى مستويات النجاح والتميز وأن تكون السعادة في تفكيرهم الطموح للمستقبل وألا يتخلى أحدهم عن تحقيق حلمه، فالإصرار والإرادة تحقق ما لا تتوقعه فخذ بأيدي أبنائك وطلبتك ومن له حق عليك في تعليمه وأوصله لبر الأمان.

تعليق عبر الفيس بوك