خالد بن سعد الشنفري

لم نُشاهد هذا الصرح العملاق للثقافة والترفيه والرياضة المنتصب بشموخ وسط صلالة ليشكل مع برج النهضة وبرج المطار زوايا الهرم الثلاثية لصلالة بإطلالة على جامعة ظفار، كما نراه في موسم هذا العام 2022 من مواسم خريف ظفار.

بماذا ينتعش الروح مع هذه الأجواء الخريفية الماطرة وهذا الموسم الاستثنائي بظفار إذا لم يكن بالثقافة والترفيه والرياضة، بالفن والأدب والكتاب والكلمة، نعم أصبح المجمع أشبه بخلية نحل نشطة يتنقل زواره بين أرفف الكتب في معرض صلالة للكتاب لنسخته الثانية عشرة وبين قاعات الندوات الأدبية والمناشط الثقافية والترفيهية والرياضية والورش التدريبية بعد انقطاع طال من جراء جائحة كورونا أصابته، وهو لم يشتد عوده بعد منذ افتتاحه في موسم 2016 هدية من المغفور له بإذن الله السلطان قابوس لأبنائه.. لكنه هذا الموسم قال: هآنذا والقادم أفضل بإذن الله، فقد أصبح هذا المجمع الصرح يفاخر بشبابه من أبناء المحافظة من كتاب وأدباء وشعراء وفنانين الذين أصبحوا المعين الرافد لأنشطته من خلال 28 مرفقًا ثقافيًا وفنيًا وترفيهيًا ورياضيًا يحتويها وبجدارة لكل فعالياته.. يكفي أن هذا العام صدرت لهم عديد من الكتب والإصدارات منها خمسة تحمل اسم ظفار عنوانًا.

لم يعد هذا المجمع الصرح يزهو بمظهره الرائع المهيب فقط؛ بل بجوهره المتمثل في شغله وتشغيله لمناشطهم المختلفة. أقلام ومناشط وفعاليات فرع الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بظفار ..مجلس إشراقات ثقافية.. مجلس نون النسوة الثقافي وغيرهم من الكتاب والمبدعين في ظل مكتبة عامة ثرية ومكتبة للطفل ومعمل للحاسوب وصالات وأحواض سباحة وملاعب تُحيي الأرواح والأجساد معًا.

مناشط كان يعتمد في القيام بها وتنفيذها على المؤسسات والأجهزة الحكومية أصبحوا اليوم يتولون القيام بها وتنفيذها؛ لتفعيل كل ما يتعلق بالمجتمع الذي هم منه وأقرب إليه، حتى النقل التلفزيوني مع ازدحام  قنوات التلفزيون الرسمي في هذا الموسم تصدت له قنوات خاصة لشباب كقنوات مزون وظفار المجد والبيداء.. إنها ملحمة بدأت ولن تنتهي بإذن الله.

لا ننسى أو نتناسى بالطبع دور المؤسسات الحكومية في دعم هذا النشاط الناشئ في هذا الجانب المهم، بلدية ظفار وعلى رأسها سعادة الدكتور رئيسها دورها بارز ومثمن في هذا الجانب في التعاون بشتى الصور وأيضا السياحة. أما دور وزارة الثقافة والرياضة والشباب، فيكفي الإشارة إلى دور سعادة مستشار الوزارة ودور مدير عام المديرية وطاقم مديريته الذين أصبح لهم دوام ثانٍ في الفترة المسائية لرعاية وحضور معظم هذه المناشط والفعاليات والمعارض وتسهيل أمورها..

شكرًا لهم.. شكرًا للجميع.. ولنعتبر هذا الموسم بداية المواسم لإبراز هذا الدور المهم في المجتمع للكتاب والأدباء والمثقفين ليدلوا بدلوهم في مواسم خريف ظفار؛ فلطالما كانوا هم الدينمو الموجه في مجتمعاتهم.