زوبعة الفكر

 

أحمد بن موسى البلوشي

أعظم شكل من أشكال الفكر هو أن تعرف كيف تُفكر، وأن يكون لديك حُرية في التفكير؛ بمعنى تُفكر وتطرح أفكارك أنت وليس أفكار الآخرين، أفكارًا منطقية وعقلانية، فالأفكار التي تطرحها تُفسر للآخرين من أنت وكيف يُفكر عقلك، وهل تمتلك أفكارًا قوية؟ أم أنها أفكار في مهب الريح.

ونستطيع القول إنَّ التفكير عملية مهمة جدًا بحياتنا، فالفكر هو ما يُنظم ويخطط للكثير من الأمور التي نفعلها، ولكن تكمن المشكلة إذا منعنا تفكيرنا من التَّعرف على ما هو صحيح ومفيد، وما هو مخطئ ومضر، منعنا من معرفة نقاط القوة والضعف في الآخرين وفيما يطرحونه، منعنا من طرح آرائنا دون حيادية، منعنا من إبراز شخصياتنا، لماذا نتجاهل الجوانب الإيجابية في التفكير ونركز على الجوانب السلبية فقط؟، فالفكر هو عملية تحليل للحقائق والمفاهيم من أجل الوصول للحكم على الشيء. يقول سورين كيركغور: "الناس يطالبون بحرية التعبير كتعويض عن حرية الفكر التي نادرًا ما تُستخدم".

عندما تشاهد المداخلات والمُناقشات حول بعض المواضيع والقضايا التي تُطرح في برامج التواصل الاجتماعي تعي جيدا أننا نعيش زوبعة فارغة من الفكر، فهذا يمدح فلاناً صاحب الفكرة، والثاني يؤيده في الرأي، والآخر ينتقده، والبعض يلقي باللوم على الجهة الحكومية، محصلة لا بأس بها من الردود، ولكن المحصلة من كل هذا تكاد تكون معدومة، لا نتيجة نهائية مفيدة من كل هذه المناقشات والمداخلات، البعض يعتبرها فرد عضلات، والبعض فقط مجرد مُشاركة، والبعض لجذب الانتباه وزيادة المتابعين، والآخر يعتبرها مساهمة رأي. وأكثر ما يتم تداوله حاليًا في هذه البرامج موضوع السياحة في ظفار، تجد البعض يقول إنَّ هناك تطورًا ملحوظًا في الخدمات السياحية، وآخرون يقولون إنه لا جديد يُذكر في الجانب السياحي، والبعض يقول تكفيك الطبيعة الخلابة بها، يعني مجرد إصدار أحكام أو آراء شخصية دون نظرة شاملة لمفهوم السياحة، لابد أن نعي شيئا مهما وهو أن أذواق السياح مُختلفة فكل شخص يبحث عن شيء مُعين خلال سفره، ولا أقصد سفره لظفار فقط بل إلى أي مكان سياحي بالعالم، فهناك من يبحث عن المراكز التجارية (المولات) والحدائق، وهناك فقط من يبحث عن برودة الجو، ومنهم من يبحث عن المطاعم والمقاهي والمتاحف، وهكذا، وفي الكثير من الأحيان لا تجد كل ما تبحث عنه في مكان واحد، وأنا هنا لست مدافعاً عن أي جهة حكومية بل بالعكس كمواطن أحب أن أرى ظفار وبقية مناطق سلطنة عُمان في مصاف الدول السياحية والتي توفر أغلب متطلبات السائح.

تفكيرك قد يكون أعظم صديق لك، أو أسوأ عدوٍ لك، فمداخلاتك مع الآخرين في وسائل التواصل الاجتماعي حول القضايا التي تُطرح ترسم صورة للآخرين لكيفية تفكير عقلك، لا تركز على جانب دون آخر، فالتركيز كثيرًا على الجانب السلبي قد يتعبك ويرهق عقلك.

تعليق عبر الفيس بوك